السبت 22 فبراير 2025 10:47 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

#بلا_هوية

الدكتورة مارى جرجس رمزى تكتب : (رسائل مشفرة)

الدكتورة مارى جرجس رمزى
الدكتورة مارى جرجس رمزى

الموت.....ما هو الموت
الموت له مفهومان لا ثالث لهما
مفهوم الملحد....وهو الفناء التام وكأن شيئا لم يكن من الاساس...فالانسان في مفهوم الملحد هو كائن عضوي وحتي ملكة الادراك عنده عضوية وتنتهي بانتهائه وموته وينتهي معه كل شئ

مفهوم المؤمن....وهو الخلود...مع اختلاف صورة هذا الخلود والذي يختلف من معتقد لآخروهذا موضوع دسم وشيق وطويل يحتاج مقالات ومقالات وهو ليس بموضوعنا اليوم

اسمحولي ان ارسم لوحة ناطقة للموت في مفهوم المؤمن بوجود الله وخلود الروح
تخيلوا معي الإنسان وكأنه في اختبار قصير مهما طال...يبدأ منذ لحظات قدومه ضيفا علي هذا العالم الفاني...يبدا العد التصاعدي لعمره في مفهوم المادة والجسد بينما هو في الحقيقة عمره التنازلي الي أن يسلم ورقته و تنتهي مدة امتحانه علي سهوة وغفلة من أمره..يبدا في تحمل مسؤولية اجاباته علي كل سؤال بقدر مستوي ادراكه وعلمه ونضوجه...وتبدا الاسئلة تتصاعد في وتيرة صعوبتها ودقة تصحيحها حتي يصير مسؤولا مسؤولية تامة عن كل ذرة في كل حرف يخطه بيديه في ورقة اختباره
وياتي الموعد المجهول.،،وبلا انذار ينتهي الوقت الممنوح له لإتمام الاختبار وتسحب الورقة....

لحظة سحب الورقة اشبه ما تكون بلحظة خروج دودة القز الكسيحة من شرنقتها فراشة حرة طليقة الجناحين...تحورت من طور الي طور..من جسد ترابي مكبل بالأثقال والضعف والوهن حتي وهو في اوج شبابه وقوته الي روح رقراقة محلقة في بعد اخر ونطاق مختلف من الادراك...تحرر من قيود الجسد شهواته حروباته الروحية مرضه وهنه ضيقاته الي رحاب متسع هو رحاب الرحمن..كل روح تنجذب صوب دارها ..الأرواح النورانية صوب النور والفردوس والارواح المظلمة صوب الجحيم...هذا هو الموت..ببساطة شديدة

اذن الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا يختلف عليها شخص في هذه الحياة..،حتي الله سبحانة وتعالي اختلفوا عليه ...علي كينونته بل علي وجوده من الاساس

اذن الموت حقيقة...ربما الحقيقة الوحيدة الثابتة والمؤكدة
اذن ف الموت ليس عقابا اذ ان العقاب يخص فئة معينة اما الموت فيعم ولا يستثني منه نفس
الموت مصير الجميع...
اذن ...وان كنا نعرف ان الموت للاتقياء الطيبين ما هو الا ممر من دار الفناء والشقاء والالم والمرض والحزن والكآبة والهم الي دار البقاء والراحة والقوة والفرح والسعادة....لماذا نحزن؟

نحزن علي الفراق ....علي الحرمان من رؤية من نحبهم لفترة قد تطول او تقصر...
وربما نحزن لاننا خائفون...مضطربون...لا نثق الي اي مآل سنؤول اذا كنا نحن مكان من رحل
الحالة الاولي حزن مشروع..هو حزن الوحشة والاشتياق الي حين اللقاء لكن القلب به ايمان وسكينة علي المنتقل انه في حال افضل بكثير
اما الحالة الثانية فتدق جرس انذار عنيف لمراجعة النفس والإفاقة السريعة قبل ساعة الغفلة التي لا رجعة منها ولا فرصة اخري

يفتقدنا الله كل فترة بجرس إنذار... مرض.. وباء... ضيقة... تجربة... ليرسل رسالة مضمونها ان هذا الكون برمته في قبضة يده ولن يستطيع علم او ثروة او جبروت ان يعلو فوق كلمته ومشيئته

رسائل مشفرة تاتي من السماء بسماح من الله ضابط الكل.....وكل واحد عليه ان يفك شفرة الرسالة بما يتفق مع حقيقته التي وان خبأها عن الكون كله لن يستطيع ان يخبئها عن الله
وليساعد الله كل منا علي ان يجيد فك شفرة رسائل السماء اليه ويعرف لماذا هزته تلك الرسائل المشفرة