الدكتور سيد محمد قطب يكتب : حزين عمر و الحركة الثقافية فى مصر
الجارديان المصريةصديقي حزين عمر Hezain Omar كل عام وأنت بخير مستمرا في مد الحركة الثقافية بإبداعك ونقدك وفاعلياتك المستنيرة راعيا غرسك في رياض الآداب والفنون مدعما المحيطين بك من مجموعة الجيل الجديد التي أسستها من منتصف الثمانينيات بحديقة نقابة الصحفيين في السابعة من مساء الثلاثاء مناقشا النفوس الصافية والعقول الرصينة والأقلام المتوهجة في الشعر والقصة والمقال، مجموعة الجيل الجديد ومن حضر معها وعاصرها وتنفس في رحابها وحضورنا في ندوات مناقشة إبداعك الميلاد غدا وأنت رائحة الغناء وملحمة اليوم العاشر وكتاب القاهرة ورحلاتك في قصور الثقافة لكل المدن المصرية، كل عام وأنت بخير في جيلك الجديد المتجدد.
هذه عيدية متواضعة لك في هذا اليوم المبارك، والنص من كتابنا أصدقاء الشعر:
عادت إلهام وأسيل من زيارتهما لجدة إلهام بشارع 26 يوليه بالقرب من ماسبيرو بذكريات ألسنية جميلة، واستعارت إلهام من جدتها ديوان "أنت رائحة الغناء" لحزيّن عمر الذي تخرج في كلية الألسن سنة 1985 بعد أن درس في قسم اللغة العربية، بينما استعارت أسيل ديوان" أبويا الصنايعي" لشاعرة العامية المصرية رانيا مسعود التي تخرجت في كلية الألسن سنة 2002 بعد أن درست اللغة الإيطالية.
تقابلت الصديقتان بمنزل إلهام بعد أسبوع، قالت إلهام لأسيل:
- اكتشفت أن الشاعر حزيّن عمر يكتب الشعر الحر أو شعر التفعيلة، لكنه يكتب الشعر العمودي أيضا ويجمع في القصيدة الواحدة بينهما.
- أسيل: وهل هذا التداخل يسمح بالتدفق والمعايشة والاستمتاع بالقصيدة أم يضع حاجزا بين المتلقي والقصيدة؟
- إلهام: سأقرأ لك بعض المقاطع من قصيدته "لا أحد":
"يا عمر مهلا لا تغادر راحتي
مازلت أجرع من مرارة لوعتي
فلعل يوما قادما في خلسة
يحوي بصيصا من ملامح فرحتي
يا عمر مهلا لا تخنّي في الطريق
مازال هذا القلب يشعله الحريق
أنا لا أريد لك الرحيل، ألا اتئد
حتّى أرد القهر عن حلم غريق
إنّي انتظرت
ألّا تشاركني الجلوس؟!
يا عمر هذا مقعدي
أفسحت لك
فاجلس جواري
أو فدعني
للأبد.."
- أسيل: الشاعر حزيّن عمر جمع بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة بسلاسة، هو عنده روح الشاعر المتمكّن من موسيقى القصيدة، الواعي بالتجربة الشعورية، تحتاج التجربة إلى الشعر العمودي أحيانا لنتشبّع بها ونعايشها في نسق متّسق، ثم يحدث التفكيك، يحدث الانفصال بين الشاعر وعمره، وحلمه، فيوظّف الشعر الحر، الشاعر حزيّن عمر يذكرنا بالرومانسيين، بشاعر الأطلال إبراهيم ناجي الذي شبه الليل بالحريق، هنا الحريق هو العاطفة نفسها، هو التوهج المعرفي الذي لا ينتهي، فهو يخشى على حلمه من الغرق.
- إلهام: والتشخيص، العمر عنده شخصية مثل الصديق، يجلس مع صاحبه في تصوير إنساني جميل، وكلمة "خلسة" تذكّرك "بخلسة المختلس" في موشح لسان الدين بن الخطيب، والدلالة الزمنية واضحة عند حزين مثل لسان الدين.