الأربعاء 15 يناير 2025 08:15 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب :السعادة...قرار وإرادة

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

هل السعادة فقاعة صابون كما وصفها "بلزاك" مثل الحدقة تغير لونها وتنفجر حين نلمسها؟، ام أنها قرار يتخذه الشخص ويعمل على تحقيقه طبقاً لما توارثه من جينات الاستعداد للسعادة والتكيف مع وتغيير ما يواجهه من ظروف بيئية واجتماعية كي تنعكس إيجابيا علي رفاهيته وسعادته؟. والأهم هو اتخاذ القرار الواعي والعمل علي تكون سعيدا لأن السعادة كما وصفها برتراند راسل ليست شيئا يسقط في الفم مثل الثمرة الناضجة.

بالرغم من أن السعادة ضرورة بيولوجية، وبشكل عام فهي ليست خاصة ولا أنانية أو مجرد متعة بل هي فكرة في الدماغ يزداد الشعور بها وذلك بأن يبدأ نظام المكافأة يرتفع في الدماغ والتحفيز ومعها الاحساس بالرفاهية ويقل التوتر والاجترار السلبي.
ويوجد ثلاثة أنواع من السعادة طبقا للمنظور البيولوجي العصبي كل منها عبارة عن تجربة انتقالية من خلال عدة مشاعر ، النوع الأول من السعادة هو الرغبة والاقتراب والسرور والنوع الثاني هو الاجتناب والرحيل والفرج والنوع الثالث هو عدم الرغبة والبقاء والرضا.

دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة بريستول في المملكة المتحدة ونشرت مؤخراً في مجلة التعليم العالي كشفت عن تأثير السعادة بعوامل داخلية وهي الجينات وأجهزة الدماغ وتمثل المؤثر الأكبر حيث أنها تمثل 30-40% من ميول الشخص لها، بينما الظروف البيئية والمؤثرات الخارجية ترثر بنسبة من 5-10% .تناولت الدراسة الادوات التي تعزز الاحساس بالرفاهية والسعادة طويلة الأمد وتقليل التركيز على المشكلات وجعل الصعوبات تبدو أقل إثارة للقلق .
وأشارت العلماء أن تحقيق السعادة طويلة الأمد يتم من خلال عادات مبنية على الأدلة وهي اولا اتخاذ قرارا بأن تكون سعيدا وتستحقها والرضا بما لديك مع الطموح المعقول للأفضل والمشاركة في أعمال الخير والتواصل الاجتماعي حيث أن الصداقة هي افضل علاج للتعاسة وكذا المبادرة للتحدث والتعارف مع أشخاص قد لا تعرفهم والاحساس بالٱخر ومشاركتهم وجدانيا والامتنان لهم وتقديم الشكر لهم حتي لو لم يشكروننا بالشكل الكافي إضافة التسامح والبعد عن مشاعر الضغينة والأحقاد مع ضرورة الحركة والنشاط والمشاركة في نشاطات ذات مغزى مثل الهوايات والأنشطة التطوعية وكذلك مواجهة الأفكار والمشاعر السلبية.