الأحد 22 ديسمبر 2024 08:18 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

الدكتور مصطفى عطية يكتب : قصص قصيرة جدا

الأديب الدكتور مصطفى عطية
الأديب الدكتور مصطفى عطية

صفعتان

وهو يغلق محله ليلا، رنّت صفعة على قفاه، فطارد ابن الخسيس.

وهو يفتح محله صباحا، رنّت صفعة أخرى على قفاه، فطارد ابن الخسيس.

محله فارغ تماما مما فيه من ذهب.. عندما دخله.

****

ابتسم الضابط، قائلا له:

-الصفعة الأولى دخل الخسيس الثاني إلى المحل، عندما طاردتَ أنت الخسيس الأول، ثم أغلقتَ الباب عليه.

الصفعة الثانية، خرج فيها الخسيس الثاني من المحل حاملا كل شيء، عندما طاردتَ الخسيس الأول.

سرقة

-الخزينة فارغة، والمحل بلا بضاعة.

ضحك الضابط، وهو ينظر في ثقب في الجدار الأوسط، مدركا أن اللعبة بسيطة: استأجروا المحل المخلفي، ثم نقبوا الجدار.

سحنة ولسان

طرقات الجامعة شاهدة على عشقهما.

مدحها أحاله لشخص مثالي، يتبختر مشياً، ويتباهى غرورا.

*****

تحديّا الأهل وتزوجا.

رأته مغروًا كسولاً متقلب المزاج والسحنة؛

ورآها ثرثارة، لسانها يقطر مدحًا لكل من تراه.

ندم

حينما تعطّل عن العمل، أطعمت أولادها عند أبيها، وتظاهرت بالشبع.

*****

يعود ليلا، مفعما برائحة النساء، فتغوص في نومها، وتعطيه ظهرها.

*****

لم يرحم كبرها، ولا السكر الذي يفتك بها، وواصل صراخه فيها.

أوصت أولادها ببرّه، وإن قسا عليهم.

*****

فشلوا في تعويضه حنوّها وطعامها وهدوءها،

فترقّبَ يوم رحيله للقائها.

ثبات

تواصلت معه تشتكي من صديقه الذي هو زوجها.

فشل في الصلح بينهما.

تبادل حبا معها، فتزوجا.

*****

بكت نساء الحي تعاطفا مع زوجته وهي ابنة عمه المسكينة، بعد زواج ربع قرن، وقاطعه أقرباؤه.

*****

دوما يتحلّق أولاده حوله بحب، ممتنين له، فكم تحمّلَ نرجسية أمهم وتجبرها.

المرّة الحادية عشرة

زواج شرعي، هذا شرطها الذي تقوله بتعالٍ وثقة، لتحقق حلمها بالأمومة.

تتابع أزواجها عشرًا، ولم يزل البيت خاليا من صراخ طفل.

*****

ارتسمت السنوات على وجهها، كانت ساهمة، وهي توقع على عقد عرفي.

تضخمت بطنها بتوأم، فجثت عند قدميه ترجوه أن يكون عقدا شرعيا.

إغراء

عند إشارة المرور، اقتربت منه في سيارته الفارهة، طلبت أن ينزلها في نهاية الشارع الطويل.

غنجها أوصل له الرسالة.

ابتسم، فتشجعت، وتمتمت أن المكان عندها أمان، ويمكنه أن يأتي متى شاء.

ناولها حزمة مالية، وأخافها من الله والآخرة، فتعللت بهموم الدنيا وهي تمسح دمعاتها، وحلفت ألا تعود.

أنزلها بالقرب من بيتها.

ذهبت إلى إشارة المرور من جديد.

بكاء

اتصل بوالد زوجته للتفاهم، فرد عليه بقرف؛ أن المحكمة تنتظره لتأخذ زوجتُه وابنتاها حقوقهن.

*****

" ليضربن رؤوسهن في حائط القضاء، وعروستك عندي"

هكذا قال شقيقه، وهما في طريقهما لرؤية عروس جديدة.

عاهدها أن يبدآ حياة جديدة، وغرقا في العسل.

*****

عاد ليلة مترنحا، يبكي ابنتيه، وأحضان طليقته.