الجمعة 27 ديسمبر 2024 04:18 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : مفاتيح لإطالة العمر في صحة جيدة

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

يقترح العلماء إدخال تغييرات في نمط الحياة من أجل إطالة العمر والعيش بصحة جيدة والتقليل من خطر الوفاة المبكرة وأهم تلك المفاتيح هي الحركة والنشاط أي ممارسة الرياضة. هناك العديد من الأدلة التي تدعم هذا النهج ، فقد أكدت إحدي الدراسات إلي ثمانية عادات صحية من شأنها أن تبطئ الشيخوخة البيولوجية بما يصل إلى أكثر من 6 سنوات، ترتبط هذه العادات بالنظام الغذائي والحفاظ على وزن صحي وتجنب التدخين والنوم الجيد وإدارة الكوليسترول والسكر في الدم وضغط الدم إضافة إلى النشاط البدني الهوائي المعتدل مثل المشي وركوب الدراجات الخفيفة والنشاط البدني الهوائي القوي مثل الجري ونشاط تقوية العضلات مثل رفع الأثقال.
دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة يوتا في سولت ليك سيتي وعرضت نتائجها في الاجتماع السنوي للجمعية الفسيولوجية الأمريكية في كاليفورنيا ، كشف الباحثون فيها إلى أن ممارسة الرياضة تمنع تلف الحمض النووي مما يترتب عليه سلامة الأوعية الدموية المرتبطة بطول العمر ، واضافوا أن النشاط البدني يحافظ علي طول نهايات الكروموسومات المعروفة باسم تيلوميرات حيث يمنعها من التفكك والتٱكل أو التشابك ومعروف أن طول التيلوميرات يتناسب طرديا مع استمرار انقسام الخلايا وطول العمر والتي تقصر مع التقدم في العمر حيث تزداد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب تراكم الدهون علي بطانة الأوعية الدموية ومعها تصلب الشرايين نظراً لضيقها ومن ثم تعرض الأشخاص لنوبات قلبية أو سكتات دماغية.
ممارسة الرياضة بانتظام حتي مع التقدم في العمر تؤدي إلى إبطاء تراكم بؤر الدهون أو اللويحات في الشرايين ومعها يظل القلب يعمل بصورة صحيحة ، من ناحية أخرى تناولت الدراسة فائدة النشاط البدني علي صحة القلب والأوعية الدموية عن طريق منع تلف التيلوميرات أو تأخيرها لأن هذا التلف يحدث طبيعيا مع التقدم في السن، وركز فريق البحث علي تيلوميرات الخلايا المبطنة للأوعية الدموية والتي لديها حساسية بشكل خاص لما يسمى إجهاد القص والذي يزيد مع ضيق الشرايين وضغط الأوعية الدموية وتعطيل تدفق الدم حيث يزداد إحتكاك تلك الخلايا بما يتلف تيلوميرات حمضها النووي وخطر الوفاة، لذا فإن الرياضة تحمي التيلوميرات من التلف وهذا ما كشفت عنه النتائج علي الأشخاص الذين يمارسون الرياضة كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ولديهم تيلوميرات أطول مقارنة بالأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة.
يقول تعالى في سورة الأنبياء"وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ، افإن مت فهم الخالدون " وفي سورة الأعراف.." ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون". هي اسباب يأخذ بها الإنسان المؤمن كي يحافظ على نفسه والعيش في صحة وعافية وقويا في إيمانه وفي عمله وبدنه عملا بما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم"المؤمن القوي خير واحب إلي الله من المؤمن الضعيف" وقال ايضا"أحرص على ما ينفعك" وما ينفع الإنسان المؤمن السليم سوف ينفع بالتبعية الآخرين.