الكاتب الكبير وجيه الصقار يكتب : انتكاسة مصرية بالرسائل العلمية !!
الجارديان المصريةقلنا كثيرا إن مصر لن تحقق أى تقدم دون تكريس الجهود فى التعليم، وأن تعمد إهماله سيؤدى إلى كارثة محققة، ندفع ثمنها عاجلا وآجلا ، وكشف جهاز التعبئة والإحصاء عن انخفاض أعداد الحاصلين على الدكتوراه، فى التخصصات النظرية والعلميَّة، من 128 ألف باحث فى عام 2016 إلى 9 آلاف باحث فقط بانخفاض 93%، ممايعنى إهمالا فادحا للتعليم ، ويرى الخبراء أن أهم الأسباب هو المبالغة المجحفة في رسوم الدراسة، فضلا عن الوقت المطلوب والمجهود، مع إهمال الدولة للحاصلين على الماجستير والدكتوراه. فلم تعد هناك ميزة مادية أو أدبية لصاحبها أو حتى فرصة عمل، وأصبحت ورقة تعلق على الحائط.، لذلك فإن مايحدث هو انتكاسة حقيقية، حتى إن هناك رسوما غير رسمية مصاحبة للمناقشة، وبلغت تكاليف الماجيستير في الدراسات النظرية نحو 40 ألف جنيه، رسوم دراسة، تسجيل للرسالة، والدخول إلى المجلات العلمية الدولية للحصول على المراجع، ونشر أجزاء من الرسالة في المجلات الأكاديمية الداخلية المحكَّمة،حتى رسوم التسجيل في المناقشة. وتضاعف هذه الرسوم فى التخصصات العلميَّة. بل إن لجان المناقشة عادةً ما تجبر الطالب على تحمل مصروفات إضافيَّة، خارج اللوائح الرسميَّة، من طعام وضيافة وحجز القاعة، ومصروفات الانتقالات والإقامة الفندقية، مما دفع حتى الطلاب الوافدين نتيجة المبالغة في الرسوم إلى تفضيل الدراسة فى لبنان وتركيا وماليزيا والهند وإيران. ويكشف ذلك أننا لا نراعى أن قوة مصر الحقيقية في العنصر البشري، وتكون الخسارة فى كل المجالات، ويكفى أن تصنيف أفضل جامعات عربية: 9 منها فى الإمارات، و6 بالسعودية، و3 فى لبنان، أما أم الدنيا مصر اثنتان فقط هذه انتكاسة حقيقية لبلدنا.