الكاتب الكبير وليد نجا يكتب : تصورات وسيناريوهات لليوم التالي بعد انتهاء حرب غزه
الجارديان المصريةالمنطقة العربية ضمن منطقة الشرق الأوسط هي منطقة صراع دولي بين القوي الكبري فمن يسيطر علي ثرواتها الطبيعية وممراتها الإستراتيجية يسيطر بسهولة ويسر علي باقي دول العالم.
ومع التطور الرهيب في انماط الحروب من الحروب التقليدية إلي انماط جديدة من الحروب تسهدف الشعوب وتعمل علي تحيد القوي الصلبة "الجيوش النظامية" وظهرت تلك الانماط كنتيجة مباشرة للخبرات المكتسبة من حروب الخليج وحرب إحتلال العراق عام ٢٠٠٣.
وظهر علي الساحة الدولية مصطلح ماذا بعد انتهاء الازمة والحرب؟ أي من سيسيطر علي الارض ويمتلك السلطة بعد انتهاء تلك النوعية من الحروب وظهر ذلك المصطلح بعد انتهاء الحرب الإمريكية ومعها حلف الناتو علي ليبيا والتي نتج عنها مقتل الرئيسي الليبي معمر القذافي وتحول ليبيا إلي الفوضي في ظل عدم وجود قوي وطنية تسيطر علي الدولة الليبية حيث عمدت الولايات المتحدة ومعها حلف الناتو علي قتل الرئيس الليبي والسيطرة علي منابع النفط مع أستقدام مرتزقة من تركيا وسوريا وداعش دون وجود خطة مستقبلية حول من سيحكم ليبيا بعد مقتل الرئيس الليبي فإنتشرت الفوضي وحتي الان لم تستقر ليبيا.
ومع بدء الحرب علي غزة كان اول سؤال كخبرة مكتسبة من سيحكم غزه بعد انتهاء الحرب ومازالت الحرب مشتعلة وتقود مفاوضات انهاء الحرب الولايات المتحدة الإمريكية ومعا كل من مصر وقطر كوسطاء يعملوا علي تقريب وجهات النظر مع جميع الأطراف ومن ذلك المنطلق كانت هناك جولات مكوكية من المسؤلين الامريكيين والدوليين من اجل طرح مبادرات تعمل علي انهاء الحرب في ظل عده سيناريوهات ومخططات إسرائيلية تعمل علي التهجير القسري لأهالي غزة والضفة الغربية في سيناء والاردن وافشلت مصر مخطط التهجير القسري بسب موقف الرئيس السيسي المدافع عن حق الشعب الفلسطيني في أقامة دولتة وتقرير مصيرة ولازال المؤتمر الصحفي الذي عقدة الرئيس السيسي مع وزير الخارجية الإمريكي والذي اذيع علي الهواء مباشرة كسابقة دبلوماسية وقد افشل فية مخطط تصفية القضية الفلسلطينية رغم العطايا والاغراءات الدولية ولكنها مصر العروبة التي دائما تقف كحائط صد لحماية القضايا العربية وتعمل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة علي عدم حل القضية الفلسطنية وعند التعامل مع الملف الفلسطيني تتحجج بعد وجود مفاوض فلسطيني و تستغل الخلافات الفلسطينية وتعمل إسرائيل بكافة الطرق والوسائل علي أضعاف السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا.
وقد أستخدمت إسرائيل قبل السابع من أكتوبر حماس
ومن يدور في فلكها من فصائل فلسطنية كحصان طروادة للحيلولة دون اقامة دولة فلسطينية عن طريق الرعاية والتمويل الشهري من قطر تحت الحماية الإسرائيلية ومع أحترامي للمقاومة الفلسطنية كحق مشروع لمقاومة المحتل ولكن يجب ان تكون في أطار وطني شامل تشترك فيه جميع القوي الفلسطنية.
وكعادة إسرائيل في التعاطي مع الأمر ونقيضة تتنصل بعد السابع من أكتوبر من استحقاقات السلام وحولت حماس من فصيل تقوم برعايتة للحفاظ علي الخلاف الفلسطيني الفلسطيني إلي عدو يجب القضاء علية من اجل الحيلولة دون اقامة الدولة الفلسطنية و دون عودة السلطة الفلسطنية لأدارة غزة وتطرح إسرائيل عدة بدائل حتي لاتستكمل طريق السلام وحل الدولتين في ظل وجود ازمة في الداخل الإسرائيلي تتمثل في عدم تحقيق الاهداف السياسية للحرب وعدم حسم الحرب بإستخدام القوة المسلحة ولعدم قدرتها علي تحقيق الأهداف السياسية في ظل انقسامات حادة داخل المجتمع الإسرائليي.
وفي ظل تلك الاوضاع المتشابكة هناك عدة اطروحات تم التعاطي معها للأجابة علي السوال السابق من سيتولي حكم غزة بعد انتهاء الحرب فهناك عدة اطروحات وسيناريوت خمسة تم وضعها اول تلك السيناريوهات وضعتها الولايات المتحدة الإمريكية والذي طرحة أولها فييام بيرنز، مدير الاستخبارات الأمريكية عند زيارية للقاهرة، ولقائه بالسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث طرح بيرنز، الذى يترأس أحد أهم أذرع إدارة السياسة الخارجية الأمريكية، السيناريو الأول «لليوم التالي»، الذى ترى فيه أمريكا تولى مصر إدارة قطاع غزة، لفترة انتقالية، مدتها ستة أشهر، يتم خلالها إجراء انتخابات، وتعيين حكومة تكنوقراط من أهالي غزة، على أن تتحمل أمريكا كل التكاليف المرتبطة بتلك المهمة، مالياً وعسكرياً، ودعم مصر باحتياجاتها من الأسلحة والمعدات العسكرية اللازمة لإدارة قطاع غزة.
ورغم سخاء العرض المالي، والعسكري، إلا أن بيرنز فوجئ بالرفض القطعي، من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لذلك السيناريو، عارضاً سيناريو مصري بديلا، أو السيناريو الثاني،وهو أن تتولى السلطة الفلسطينية، في رام الله، إدارة القطاع، باعتباره الحل البديهي، والطبيعي، لتعزيز السيادة الفلسطينية على أراضيها، ومنع التدخلات الأجنبية، حتى وإن كانت من مصر. وقد أيدت مجموعة الدول العربية ذلك الطرح، وبالطبع، رفضته إسرائيل. وعرضت إسرائيل، من جانبها، السيناريو الثالث، بتولي مجموعة من «العشائر العربية»، في قطاع غزة، الموالية، بالطبع لإسرائيل، السيطرة على قطاع غزة، خلال الفترة الانتقالية المتفق عليها، لحين إجراء الانتخابات، وهو ما لاقى إجماعا في الرفض من مصر، والدول العربية، والإدارة الفلسطينية، في رام الله، بل حتى إن الولايات المتحدة لم ترحب به، باعتباره حلا غير منطقي.
وفى محاولة الوصول لسيناريوهات بديلة، فوجئنا خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يواف جالانت، إلى أمريكا، مؤخراً، بعرض سيناريو رابع جديد، لليوم التالي من نهاية الحرب، والذى يقترح فيه تشكيل قوة عسكرية عربية، من القوات المسلحة لعدد من الدول العربية، تتولى إدارة والإشراف على قطاع غزة، لمدة ستة أشهر، يتم خلالها إجراء انتخابات داخل القطاع، لاختيار أعضاء حكومة تكنوقراط، وهوما رفضته مصر، مرة أخرى، ومعها باقي الدول العربية، إدراكاً منها لمحاولات إسرائيل، بهذا السيناريو، من الوصول إلى هدفها الأول، والرئيسي، وهو إقصاء السلطة الفلسطينية من قطاع غزة.
أما خامس، وآخر، السيناريوهات المطروحة، مؤخراً، فخرج من الولايات المتحدة الأمريكية، والذى عرضت فيه تكوين قوات دولية متعددة الجنسيات، مثل «قوات يونيفيل» الموجودة في جنوب لبنان، على أن تتولى الإشراف على قطاع غزة لنفس المدة الانتقالية المحددة، ولحين إتمام الانتخابات، وتعيين الحكومة الفلسطينية في غزة، معلنة عدم مشاركة الولايات المتحدة، بقوات أمريكية، في تلك القوة، ومتعهدة بعدم بقاء جندي أمريكي واحد، على أرض قطاع غزة، بعد انتهاء القتال، وخروج القوات الإسرائيلية. ومرة أخرى، لم ترحب مصر ولا مجموعة الدول العربية، بهذا العرض، انطلاقاً من حيث ثوابت عدم السماح بالتدخل الأجنبي، وحق الشعب الفلسطيني المشروع في تقرير مصيره، والسيادة على أراضيه، وهو ما ترى مصر أنه لن يتحقق إلا بتولي السلطة الفلسطينية، في رام الله، إدارة قطاع غزة.
وكما سبق وأوضحنا، فإن إجابة سؤال «ماذا بعد اليوم التالي؟»، أو «What is after?»، دارت، بعد رفض السيناريوهات الخمسة، المطروحة، التي استهدف، بعضها، ضمان حسن إدارة قطاع غزة، لحين انتخاب حكومة جديدة به.
من هنا جاء العرض الأمريكي الأخير الذي عاد بعد رفض الخمسة مقترحات الأخيرة عن طريق وجود مسؤول أمريكي لا يتواجد في غزة، لكنه يقود العناصر التي معظمها من الفلسطينيين. لفترة محدودة يتم فيها إجراء انتخابات داخل قطاع غزة، ويخرج بحكومة تكنوقراط، تدير غزة في المرحلة التالية بهدف الوصول إلى الحل النهائي من خلال الدولتين وعموما كلنا أمل أن تؤدي هذه الفكرة لتحقيق السلام في فترة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة.