دكتور عنتر المصيلحى يكتب : (البودكاست أداة إعلامية متطورة فى التدوين والبث الصوتى)

شهد العقد الأخير ثورة فى عالم الإعلام والتواصل مع ظهور البودكاست كوسيلة إعلاميه حديثة تجمع بين مرونة التدوين وحيوية البث الصوتى، حيث يوفر البودكاست للمستمعين تجربة فريدة تتيح لهم الإستماع الى المحتوى الذي يختارونه فى أى وقت وأى مكان، مما يعكس تغيرات جذرية فى إستهلال المحتوى الإعلامى، بدأ البودكاست يكتسب شعبية متذايدة كوسيلة اعلامية تسمح بتوصيل المعلومات والاراء بطريقة مبتكرة وشخصية، مستفيداً من تقنيات الإنترنت لتقديم محتوى صوتى متنوع يغطى كل جوانب الثقافة والعلم والتكنولوجيا، مما يوفر بديلاً اعلامياً ثرياً لوسائل الإعلام التقليدية، ثمثل البودكاست تطوراً طبيعياً لفكرة التدوين والبث الصوتى حيث يتيح التدوين الصوتى للمدونين فرصه التعبير عن اراءهم وافكارهم ومشاركة خبراتهم من خلال تسجيلات صوتية تمكنهم من بناء جسور تواصل فعال مع جمهورهم ويعزز من تجربة الإستماع بإضافة النبرة والعاطفة الى المحتوى المقدم، للبودكاست تأثير كبير على الثقافة والبنية الاجتماعية حيث الإسهام فى نشر الوعى والمعرفة وتعزيز التبادل الثقافى، كما يوفر منصة للأصوات المهمشة،
الأن توفر العديد من المنصات الرقمية خدمات بث البودكاست مما يسهل على المبدعين نشر محتواهم والوصول الى جمهور واسع، كما ان تطور ادوات الإنتاج الصوتى والتسجيل ساهم فى تسهيل عملية انتاج البودكاست ورفع جودتة، وبالرغم من تنامى شعبية البودكاست إلا انه يواجه بعض التحديات تتعلق بالتحقق من مصداقية المعلومات المقدمة وضمان جودة المحتوى ومع ذلك تظل فرصة كبيرة للمبدعين لإستكشاف إمكانيتهم فى تقديم محتوى معرفى يعزز من التفاعل بين جمهور يتسع يوماً بعد يوم.