الجمعة 18 أكتوبر 2024 12:17 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

السيناريست عماد النشار يكتب : روايات أكثر شعبية أم حرفية ؟!

السيناريست عماد النشار
السيناريست عماد النشار

أثارت جملة "الروايات الأكثر شعبية" التي جاءت في صدر الإعلان عن مسابقة القلم الذهبي،كوكتيل من العواصف المختلطة مابين استهجان وسخرية وهجوم واستياء من الوسط الأدبي ، ورغم مانوهت عنه في المقال السابق عن أن المسابقة ممولة بالكامل من جيب صاحب المال، وهو حر إذا لم يضر ، إلا أن هذه الجملة دقت نواقيس الخطر المنذرة بأضرار فادحة للأدباء والكتاب المشهود لهم بالحرفة والأصالة والمهارة ، أصحاب الإنتاج الروائي الأدبي الرفيع الذي يحمل قيم وأفكار أفنوا من أجلها كل غالي ونفيس من أعمارهم وأموالهم وصحتهم ، لإيمانهم الراسخ بقيمة ما ينفقون ويضحوا من أجله ، ولايعيبهم إهمال وتجاهل المؤسسات الثقافية الرسمية والشبه رسمية الممولة من خزينة الدولة بغرض رعايتهم والحرص على نشر إبداعهم بكل الوسائل للارتقاء بالذوق والفكر العام للتصدي للأفكار المنحرفة والمتطرفة والمشبوهة، والحفاظ عليه والدفاع عنه من محاولات السطو والتحريف والتجريف والنسيان ، ولكن ما يحدث في العقود الأخيرة يشهد بعكس ذلك ، وغنائم أصحاب الحظوة من جوائز الدولة ومنح التفرغ ومشاريع النشر خير دليل و التي إن صادفت قلم يستحق ثارت عاصفة من الهجوم على مئات الأقلام التي تم مجاملتها لغرض في نفس اللجان ، إلى جانب حفالات التوقيع والندوات والمناقشات وماشابه ذلك من مظاهر مبهرة في الشكل وأغلبها فقير وبائس في المضمون، أما عن البدء في تدشين مصطلح الروايات الأكثر شعبيةبغرض ترسيخه وإشاعته فهذا بمثابة الدق بآخر مسمار في نعش الأدب الروائي الرفيع لحساب الرويات الأكثر شعبية المزعومة ، والتي لن تخدم إلا مصالح شلة وسط البلد الباب السحري لولوج هذه الأعمال لأغلب دور النشر الكبيرة والترويج لها حتى تصل لأكبر عدد من القراء، مع رفض وحجب كل عمل لايرتبط صاحبه بعلاقة مع هذه الشلة كما يتردد على ألسنة الوسط الأدبي أغلبها مبني على تجارب مريرة خاضها أصحابها وكتبوا وحكوا عنها واقعي وافتراضي، ولكن للأسف اكتفوا بالحكي والكتابة والفضفضة وتركوا الساحة لهم ،وكلا منهم آثر السلامة لعدم الرغبة والقدرة على الدخول في معارك بحجة التفرغ لمشاريعهم الأدبية، التي باتت مهددة بالذبح بشفرة هذا المصطلح ، وقد آن الآوان لتكاتف السادة الأدباء والكتاب لتشكيل جبهةللدفاع عن ماأفنوا حياتهم من أجله وأخلصوا له لرد هذا المصطلح المعيب وهم أقدر على التوضيح للقارئ والرأي العام الفرق الشاسع بين الروايات الأدبية والروايات الأكثر الشعبية ، لأن الروايات الأدبية التي تحمل أصالة الفكرة وحرفة السرد هي من تستحق أن أن تتحول لوسيط مرئي كما هو الحال لأغلب الأفلام والمسلسلات التي تتربع على قمة هرم المشاهدة العالمية ، أغلبها مأخوذ عن روايات أدبية حقيقية ، كما أصبح هذا هو النهج والاتجاه العام في صناعة الدراما المرئية لندرة السيناريوهات الجيدة والضعف الفني للسيناريوهات المكتوبة مباشرة للشاشات ، ولدينا الكثير والكثير من الروايات المصرية القيمة لأدباء وكتاب مشهود لهم بالفرادة والتميز قرأت لبعض منهم ووجدت أن أعمالهم جديرة بالعرض على الشاشات ، ومنهم على سبيل المثال السادة الأدباء والكتاب ومع حفظ الألقاب ، شطبي ميخائيل ، هالة فهمي إيهاب بديوي ، سمير المنزلاوي ، طلال سيف ، طنطاوي عبد الحميد، وطبعا كبير الأدباء في مصر والعالم العربي الأستاذ إبراهيم عبد المجيد الذي تحولت خمسة من أعماله ، وكان لي شرف تحويل رواية بيت الياسمين لمسلسل ، هذه التجربة الثرية التي أكدت لي أن أي عمل روائي قيم ، هو قابل للتحويل لوسيط مرئي ، أتمنى من السادة الأدباء والكتاب التواصل فيما بينهم لوضع حجر أساس وتشكيل كيان لمشروع تحويل الروايات الأدبية الحقيقية لسيناريوهات لتغذية شركات الإنتاج بها التي تخرج علينا من وقت لآخر معلنة ضعف الورق المقدم لها ، هذا أمر لايحتاج لمجهود وتكاليف أكثر من احتياجه لإخلاص وإرادة وغيرة على أدبنا الروائي ومصلحة وسمعة الأدباء والكتاب ، هذا المشروع كنت نوهت عنه بتفاصيله وتقدمت به للجهة المنوطة بحماية ورعاية الكتاب وهي اتحاد الكتاب كما ينص قانونها التي أنشأت من أجله ، ولكن الاتحاد القابع تحت رعاية المفكر الكبير مشغول به عن مصالح وحقوق أعضائه ، حتى الحق في الانتخابات فروع ورئيسي تم الإطاحه به وحرمانهم منه ، ولا سبيل أمام الكتاب إلا كيان مستقل لحفظ حقوقهم والدفاع عنها.

عماد النشار السيناريست عماد النشار مقالات عماد النشار روايات أكثر شعبية أم حرفية؟ الجارديان المصرية