دكتور رضا محمد طه يكتب : نحن في حاجة إلى الفلسفة
الجارديان المصريةفي كتابه الثورة الرابعة....كيف بعيد الغلاف المعلوماتي تشكيل الواقع الإنساني سلسلة عالم المعرفة ترجمة لؤي عبد المجيد السيد كتب لوتشيانو فلوريدي عندما تطورت وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المستخدمة في التسجيل والنقل وأصبحت هذه الوسائل تتيح إمكانات المعالجة والتجهيز ، هذه التحولات العميقة والواسعة النطاق التي أحدثتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سببت قصوراً مفاهيميا كبيراً ومن ثم نحن في حاجة إلى الفلسفة لتضطلع وتلتزم لأن المهام المرتقبة جسام ، نحن في حاجة إلى الفلسفة لاستيعاب طبيعة المعلومات ذاتها علي نحو أفضل ، نحن في حاجة إلى الفلسفة لنترقب ونوجه الأثر الأخلاقي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات علينا وعلي بيئتنا ، نحن في حاجة إلى الفلسفة لتحسين الديناميات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمعلومات ، نحن في حاجة إلى الفلسفة لبناء الإطار الفكري المناسب الذي يمكن أن يساعدنا على إدراك الدلالات اي إعطاء معني وإيجاد منطق لمأزقنا الجديد.... باختصار نحن في حاجة إلى فلسفة المعلومات بوصفها فلسفة تخص عصرنا من أجل عصرنا.
الأمر الذي دفعني لكتابة هذا الكلام ما أثير من جدل ولا يزال مستمراً حول ما صرح به مذيع معروف بوجوب إلغاء تدريس مواد مثل التاريخ والجغرافيا والفلسفة وغيرها من العلوم الإنسانية للمرحلة الثانوية بحجة قلة فرص العمل لتلك التخصصات ، وفي هذا السياق أعلن السيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم عن تعديلات في مقررات الثانوية العامة سواء دمج بعضها مثل الفيزياء والكيمياء وحذف بعضها الآخر مثل الجيولوجيا وعلم النفس حيث اعتبرتها مصادر بالوزارة مواد لا ضرورة لها بالإضافة إلى عدم إضافة مواد للمجموع مثل اللغة الفرنسية ، لكن السيد الوزير عاد ونفي إلغاء أي مادة بالمرحلة الثانوية وأشار إلى أن ما يحدث ما هو إلا إعادة هيكلة وإعادة توزيع لبعض المواد ودمج بعضها الآخر.
نظرا إلي أهمية الثانوية العامة لدي الحكومة وما ترسخ في وجدان وعقول المصريين عن أنها تمثل عنق الزجاجة والتي يترتب عليها مستقبل أبناءهم لذا فإن كل وزير تعليم يوليها اهتماما كبيرا بحجة التخفيف عن كاهل الأسرة جراء ما يتكبدونه من إنفاق المال للدروس الخصوصية وهذا يؤدي بالتبعية إلي إرضاء النظام ولذا قد يلغي قرار قام به الوزير السابق أو تعديل فيه ، لكن الملفت للنظر أن أغلب هؤلاء الوزراء ليسوا من الأكاديميين أو التربويين الذين درسوا وخبروا ما ينفع ولا ينفع تدريسه في جل مراحل التعليم وليست الثانوية العامة فقط، لكن يأتون من خلفيات أغلبها خبرة إدارية في سلم العمل الوظيفي بالوزارة وهذا ليس ضرراً إذا ما استعان الوزير بالمتخصصين التربويين إذا ما أراد التغيير الذي يرجي منه أثر إيجابي علي الأجيال وعموم الفائدة للطلاب وبلدنا.