الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب : دول الإتحاد الأوروبي مابين المطرقة والسندان
الجارديان المصريةحقيقة لا تغفلها الأعين نعم ذلك هو حال دول الإتحاد الأوروبي الأن مابين الإحتلال العسكري عن طريق روسيا الإتحادية وبين الإحتلال الإقتصادي عن طريق الصين الشعبية .
أولا :- روسيا والإتحاد الأوروبي :-
إن خشية دول الإتحاد الأوروبي من تقدم الروس في اوكرانيا دفعتهم لدعمها عسكرياً وسياسياً واقتصاديا كى تصمد أمام الغزو الروسي حتى لا يأتى عليهم الدور وتسقط دولة تلو الأخرى فى يد الروس ، تلك هى النظرية الإستراتيجية التي أقنعتهم بها الولايات المتحدة الأمريكية فهى كعادتها تخلق وتشجع الذئاب وتقنع الخراف بأنها الراعى فى حين أنها هى التى تأكلهم وتستنزف ثرواتهم
فى حين أن التكامل الاقتصادي الأوروبي لن يكتمل ولن يتحقق الإكتفاء الذاتى الأوروبي إلا بإتحادهم مع الروس فعندما تكتمل القوة العسكرية الروسية مع التقدم التكنولوجي لدول الناتو حين إذن لن تستطيع أى قوة فى العالم أن تتصدى لهم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ، كوحدة أوروبية حقيقية تحت مسمى أوروبا الإتحادية .
ثانياً :- الصين والإتحاد الأوروبي :-
ما يميز الصين كقوة اقتصادية عالمية هى أنها لا تلجأ إلى الطرق التقليدية العسكرية فى إحتلال الدول وإنما تزحف الصين شيئاً فشئ حتى تتوغل داخل إقتصاد الدول بحجة التنمية الإقتصادية والإستثمارية ، وهذا ما حدث بالفعل بدول الإتحاد الأوروبي حيث تقدر إستثمارات الصين بحوالي ستة مليارات وثمانمائة مليون يورو حتى عام ٢٠٢٣م
واليوم الصين تهدد دول الإتحاد الأوروبي بسحب تلك الإستثمارات من أوروبا مما قد يؤدي إلى حدوث حالة من الإنهيار الإقتصادي وحالة من عدم الثقة داخل أوروبا خاصة بعدما إستخدمت بعض الدول الأوروبية فوائد أصول روسيا الإتحادية لديها لتمويل الحرب الأوكرانية .
فى النهاية :-
لولا أن إختارت دول الإتحاد الأوروبي الإنحياز للقرار الأمريكي وفقدت هويتها الدولية لما كانت اليوم فريسة سهلة بين مطرقة روسيا وسندان الصين
ولكن ما هو الحل ؟ الحل هو أن تعيد أوروبا حساباتها وتعود كقوة مستقلة تنافس الولايات المتحدة الأمريكية كسابق عهدها وليس تابعا لسياستها وذلك بالتكاتف والتكامل مع روسيا .
عندئذ سوف نكون أمام عالم متعدد الأقطاب يشمل الإتحاد الأوروبي ، روسيا ، الصين ، الولايات المتحدة الأمريكية .