الأربعاء 15 يناير 2025 01:19 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير طارق محمد حسين يكتب : فاطمة بنت أسد راعية النبي

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

‏من المؤسف أن الكثير منّا لا يعلم سيرة هذه المرأة العظيمه التي ربت خير البشر عليه الصلاة والسلام ،هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ،زوجة أبي طالب عم الرسول الكريم محمد، وهي والدة علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين ، تزوجت فاطمة بنت أسد من أبي طالب فقط وكانت أول أمرأه هاشمية تتزوج رجلًا هاشميًا، أسلمت في السنين الأولى للبعثة النبوية وتعد أم الرسول التي نشأ بين يديها بعد وفاة والدته أمنة بنت وهب وكفالة عمه له ، وكان النبي في كفالة جده عبد المطلب، فلما تُوفي كفله عمه أبو طالب، فكانت زوجته فاطمة تخدم النبي وتكرمه وتعتني به عناية فائقة وكان يدعوها بالأم لكثرة إحسانها له ، وأولَتْه رعايتها وحبّها ، وكانت تُؤثِره على أولادها في المطعم والملبس لأنها كانت تقدر أنه يتيم فكانت تعطيه أشياء واهتمام حتى أكثر من أبنائها ،فإذا احتاج النبي أمرًا فكانت تلبيه مباشرة فنعم الأم كانت ،أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشرة من المسلمين وكانت الحادية عشرة منهم والثانية من النساء، بعد خديجة بنت خويلد زوجة الرسول محمد ،هاجرت إلى المدينة المنورة فكانت أوّل امرأة هاجرت إلى رسول اللَّه من مكّة إلى المدينة على قدميها، ، وهي بمنزلة الاُمّ لرسول اللَّه وكان يحبها ويحترمها ويناديها بأمي، وكانت من أبرّ النّاس برسول اللَّه، فسمعت فاطمة رسول اللَّه وهو يقول: «إنّ النّاس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا»، فقالت: وا أسوأتاه، فقال لها رسول اللَّه فإنّي أسأل اللَّه أن يبعثك كاسيه ،وهي أول إمراه بايعت محمد بن عبد الله بعد نزول آية «يأَيهَا النَّبيُّ إِذَا جَاءَك المُؤمِنَات يبَايعنَك...»
توفيت في السنة الرابعة للهجرة، وعمرها ما يقارب 60 عامًا ، لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم كفّنها رسول الله ﷺ في قميصه وصلى عليها وكبّر عليها سبعين تكبيرة ، ودفنها في مقبرة البقيع في المدينة المنورة ،ونزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه ويسوّي عليها وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب: يا رسول الله: (رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئًا لم تفعله على أحد) فقال ﷺ ):يا عمر إن هذه المرأة كانت أمي بعد أمي التي ولدتني إن أبا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبًا فأعود فيه، وإن جبريل عليه السلام أخبرني عن ربي عز وجل أنها من أهل الجنة وأخبرني جبريل عليه السلام أن الله تعالى أمر سبعين ألفًا من الملائكة يصلون عليها ) ثم قال: «اللهم ثبت فاطمة بالقول الثابت، رب اغفر لأمي فاطمة بنت اسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والانبياء الذين من قبلي إنك ارحم الراحمين»، ثم ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما، ثم قال: والذي نفس محمد بيده لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي ، رحم الله السيدة فاطمة بنت أسد ورضي عنها وجزاها عن نبينا محمد خير الجزاء.