الأربعاء 15 يناير 2025 09:24 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

داليا مهني تكتب : تحية للنظارة الذكية

الكاتبة داليا مهنى
الكاتبة داليا مهنى

في عالم مليء بالتحديات والفرص، تظهر قصص تتجاوز كل التوقعات وتلهم الكثير منا. من بين هذه القصص الملهمة، تبرز قصة ولد حُرِم من البصر، لكنه نُعِم بنعمة البصيرة. حُرِم من نور العين، فأنعم الله عليه بنور القلب الذي أنار له كل الدروب، ومكّنه من تجاوز كل الحواجز ليصبح فنانًا مبتكرًا يعكس في أعماله جمال الحياة وإبداعها.

يُحكى أنه كان هناك طفل أراد الله أن يحرمه من نعمة البصر. تعايش الطفل مع هذا الوضع بمساعدة أسرته: أبيه، وأمه، وإخوته، الذين كانوا يشعرون بالمرارة في داخلهم، لكنهم دائمًا ما تظاهروا بالقوة والتماسك حتى يستطيعوا أن يعبروا بالطفل من الظلام إلى بوابة النور.

بعد أن اكتشف الوالدان أن ابنهما يعاني من مشكلة في البصر، خضع الطفل للعديد من العمليات الجراحية ومحاولات الإنقاذ التي باءت بالفشل، حتى أدركوا أن لديهم طفلًا صاحب إعاقة بصرية. كبر الطفل وتعايش مع إعاقته، وفي ظل هذه الظروف كانت لديه مواهب عديدة، لكنه كان يحتاج للرؤية. فحلم الطفل بنظارة ذكية تساعده على رؤية كل الأشياء من حوله، وكأن الله استجاب وحقق حلمه، وأعطاه نظارة ذكية فعلًا، لكنها ليست ذكية فحسب، بل هي نظارة لديها مشاعر وأحاسيس، لديها قلب يحتوي الطفل، وعقل يفكر معه ليرسم ملامح مستقبله. ومن ضمن المميزات الخارقة لتلك النظارة أنها تمتلك أيدي تساعده في ترتيب أحلامه، وأرجلًا ترافقه في خطواته نحو طريق مضيء ومبهر.

أراكم تتساءلون: هل يوجد في الواقع نظارة بهذه المواصفات الخارقة؟ سأجيبكم بنعم، توجد. هذه النظارة الخارقة هي الأب... الأب الذي احتضن وساعد ودعم وكان للطفل بمثابة مصباح يضيء دروبه، حتى أصبح الطفل عبد الله محمد عيد فنانًا يرسم ويؤلف ويلقي الأشعار، بل وأصبح ممثلًا مسرحيًا وعضوًا في فرقة “كالوس” المسرحية للدمج بقيادة المخرج تامر فؤاد، بعد أن خضع للعديد من الورش مع الفريق.

تحية للنظارة الذكية الخارقة المحطمة لكل الحواجز والعقبات التي تواجه أبناءها. تحية للأب محمد عيد. الذي ساعد الابن أن يحول الإعاقة الي تحدي