الأربعاء 15 يناير 2025 08:51 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : مذيع وايجازه المخل لحال التعليم عندنا

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

مقطع لفيديو من أحدي الحلقات اليومية التي يقدمها المذيع احمد موسي المثير لكل أنواع الجدل والاستفزاز يتحدث فيه بإيجاز وفي كلمات تحمل توجيه أسئلة لأولياء الأمور و مجيبا عنها وكما لو أنه يتلقي معلوماته من مصادر متنفذة وسلطوية والدلالة على ذلك أنه يشرح حال المجتمع وما يهدف إليه الممسكين بسلطات اتخاذ القرارات عن مآل ومستقبل التلاميذ الذين يضع أولياء الأمور فيهم كل آمالهم في تعليم جيد لتأهيلهم لوظائف مناسبة.

تحدث موسي في صيغة معايرة للتلاميذ الذين يحملون حقائبهم على ظهورهم بما فيها من كتب وأدوات وهم ذاهبون للمدرسة مما سوف يحني ظهورهم ويحدث اعوجاج في عمودهم الفقري الأمر الذي سوف يحرمهم من الالتحاق بالكليات العسكرية أو الشرطة أو القبول في النيابة ، وكأنه يرمي من وراء ذلك أنهم بذلك خسروا خسرانا مبينا ، حيث سوف يؤول بهم الحال الي دخول الطب أو الهندسة ومن طريقة كلام المذيع عن هذه التخصصات نفهم أن هذه الكليات شهرتها والإقبال عليها من المفترض أنها أصبحت في متحف التاريخ وكما لو أنها تجلب الفقر وقلة القيمة للطلبة الذين يطمحون في الالتحاق بها. والمثير للدهشة أن المذيع يتهكم علي مستقبل كليات لا يزال الكثير يعتبرها كليات قمة ، فما بالنا بما يتصوره عن كليات يعتبرها البعض لا مستقبل لها؟.

كلام المذيع عن مستقبل الطلبة الذين يلتحقون بالكليات العسكرية والشرطة والقضاء صحيح بأن تلك الوظائف تمثل أولا واجب وطني وثانيا توفر لمن يلتحق بها عيش كريم ، لكن طريقة المذيع في إيصال رسالة لأولياء الأمور بأسلوبه المستفز والاحمق يثير أحقاد وكراهية للمؤسسات بعضها البعض ، خاصة بأن أولياء الأمور يتحملون الكثير والكثير بل ويضحون بكل ما يملكون من أجل تعليم أبنائهم سواء مدارس أو جامعات حكومية أو خاصة حتي لو وصل بهم الحال للعمل في أكثر من وظيفة أو حرمان أنفسهم من بعض أساسيات الحياة ، ثم يأتي مذيع وفي كلمات يطيح بكل تلك التضحيات ناهيك عن الاستهانة الجلية بالتعليم والتحصيل العلمي وكل ما توصلت إليه البشرية من مناهج وأساليب تربوية وتعليمية للأجيال القادمة. المثير للاستفزاز أن الكثير من هؤلاء المذيعين يرسلون أبناءهم للخارج كي يحصلوا على تعليم يؤهلهم لوظائف دولارية أو غيرها عن طريق المجاملات والمحسوبية!!!!.