دكتور رضا محمد طه يكتب : الصحة الجنسية وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة
الجارديان المصريةبالرغم من الجهود المبذولة للتوعية واستحداث طرق علاجية جديدة تنتشر الأمراض المنقولة جنسياً علي نحو متزايد، ففي الولايات المتحدة الأمريكية فقط في عام واحد 2019 صدر تقرير من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يفيد بحدوث ما يقرب من 3 ملايين حالة مرضية جراء الاتصال الجنسي مصابة بأحد تلك المسببات المرضية وهي الكلاميديا والسيلان والزهري. ونظراً لما يشعر به الكثير من عدم الرغبة في التحدث بصراحة عن الصحة الجنسية مما يفاقم الوضع ويضلل الناس، وفي هذه الأثناء تكثر الاساطير والأكاذيب عن الأمراض المنقولة جنسياً.
الأمثلة على ما سبق كثيرة، منها الاعتقاد بأن تناول حبوب منع الحمل أو استخدام وسائل أخرى لمنع الحمل مثل اللصقات أو الحلقة يمكن أن تقي من الأمراض المنقولة جنسياً ، وتلك خرافة لأن تلك الوسائل لا تحمي من العدوى. ثانيا يعتقد البعض أن اتباع طريقة الانسحاب (أي سحب القضيب من المهبل قبل القذف) تمنع العدوي بالاتصال الجنسي ، لكن العلماء أكدوا أنه بالرغم من أن السائل المنوي خارج المهبل إلا أنه لا يمنع العدوي بالهربس أو الزهري أو السيلان أو الكلاميديا. والاعتقاد الخطأ الثالث يتعلق بأنه إذا استخدم الرجل واقيين ذكريين سوف يضاعف الحماية من العدوى ، حيث قد يتمزق الواقي الذكري بكثرة الاحتكاك ومن ثم نقل العدوى بسهولة.
ثالثا يعتقد البعض خاطئاً أن الأمراض الجنسية تنتقل من خلال مقعد المرحاض ، وهذه واحدة من أكثر الأساطير المستمرة لا الميكروبات المنقولة جنسياً لا يمكنها البقاء حية فترة طويلة خارج جسم الانسان لذلك فهي تموت سريعاً إن وجدت علي الأسطح مثل مقاعد المرحاض ، والاعتقاد الخطأ الرابع يتمثل في عدم وجود علاجات للأمراض المنقولة جنسياً وهذا غير صحيح لأن علي الاقل أربعة من إجمالي ثمانية منها لها علاجات وهي أمراض بكتيرية مثل الزهري والسيلان والكلاميديا والعدوى الرابعة طفيلية وتسمي داء المشعرات ، أما عن الباقي فهي أمراض فيروسية صعبة العلاج مثل التهاب الكبد بي HBV والهربس سيمبلكس HSV وفيروس الايدز HIV وفيروس الورم الحليمي البشري HPV وهذا الأخير غالباً ما يتم القضاء عليه عن طريق مناعة الجسم إضافة إلى وجود لقاح له وفيروس إلتهاب الكبد بي.
في سياق آخر يتعلق بالصحة التناسلية كشفت دراسة أجراها باحثون من كلية الصحة العامة بجامعة جورج ماسون كشفت عن وجود بعض المعادن مثل الزرنيخ والكادميوم والكوبالت والكروم والرصاص والزنك في الفوط الصحية التي تستخدمها النساء فترة الحيض كل شهر تقريباً من مصدر 14 علامة تجارية بالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وأوضح الباحثون أن بعض من هذه المعادن سامة وتتسرب الي المناطق الحساسة بجسم المرأة ولها تأثير سلبي على المدى الطويل في ما يخص الخصوبة والحمل والصحة النسائية والغدد الصماء ، الأمر الذي يدعو إلى التخوف مما تستخدمه النساء في بلادنا من منتجات يتم تصنيعها بعيدا عن الرقابة والتفتيش بما قد تحتوي على معادن أو عناصر مسرطنة وغيرها من تداعيات خطيرة على صحة النساء العامة.