الأحد 22 ديسمبر 2024 07:44 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب..(مصر ، أثيوبيا ، إسرائيل) خيوط وتحالفات تتشكل في الطريق قبل المواجهة

الكاتب والإعلامي رزق جهادى
الكاتب والإعلامي رزق جهادى

من يتابع المشهد السياسي اليوم يلاحظ أن هناك خيوط وتحالفات سياسية وعسكرية تتشكل في العلن والخفاء قبل المواجهة المرتقبة بين مصر من جهة وبين إسرائيل وأثيوبيا من جهة أخرى وهناك عدة دول فاعلة ومؤثرة جداً في ذلك الصراع المرتقب يسعى كل طرف من أطراف الصراع أن يستقطبها نحوه أو يضمن عدم تدخلها فى ذلك الصراع المرتقب وذلك على النحو التالي :-
أولا :- جمهورية مصر العربية :-
فى البداية سعت مصر لتشكل ورقة ضغط على أثيوبيا فى ملفين :-
١- ملف تأمين حدود الصومال ودعم وحدتها الوطنية.
٢- تحريك ملف سد النهضة الراكد منذ زمن بعيد.
فمصر بتحركها نحو الجنوب فى الصومال بعد طلب الأخيرة الدعم المصري وعقد إتفاقية دفاع مشترك شكلك ضغط سياسي وعسكري مباشر على أثيوبيا.
ثانياً :- إسرائيل وأثيوبيا :-
وأذكرهما معا في ذلك السياق لأنهما وجهان لعملة واحدة .
وفى المقابل ذهبت أثيوبيا لطلب الدعم السياسي والعسكري من ثلاث دول :-
١- البداية ذهبت إلى إسرائيل لطلب الدعم العسكري وزيادة منظومات الدفاع الجوى وممارسة الضغط السياسي على مصر من خلال الولايات المتحدة الأمريكية.
٢- ثم ذهبت إلى المغرب لعقد اتفاق دفاع مشترك ودعم لوجستي عسكرى.
٣- وأخيراً ذهبت إلى الإمارات العربية المتحدة عن طريق وزيرة الدفاع الأثيوبية لطلب الدعم العسكري وممارسة الضغط السياسي على مصر .
ثالثاً :- الرد المصري على التحركات الأثيوبية والإسرائيلية :-
١- بالنسبة للتحرك الأثيوبي نحو إسرائيل ، قامت مصر بالتصعيد والثبات على موقفها وإرسال رسائل تحذيرية إلى إسرائيل فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا آخرها زيارة رئيس الأركان إلى خط الحدود الفاصلة بين مصر وقطاع غزة.
٢- بالنسبة إلى التحرك الأثيوبي نحو المغرب ، فإن مصر تتمتع بعلاقات جيدة مع الجانب المغربي ويعلم الجميع أن مصر لديها القدرة على دعم أى طرف فى القضايا العالقة بين الأشقاء المغرب والجزائر خاصه موضوع الصحراء الغربية ، وهنا يقتصر دور الجانب المغربي على مجرد الوسيط بين إسرائيل وأثيوبيا بالنسبة لشحنات السلاح المتوقع إرسالها.
٣- بالنسبة إلى التحرك الأثيوبي نحو الإمارات ، فإن مصر قامت بزيارة مماثلة للجانب الإماراتي عن طريق وزير الخارجية المصري لإستطلاع الأمر وتقريب الرؤى ، ويعلم الجانب الإماراتي أن لديه استثمارات بمليارات الدولارات يريد الحفاظ عليها في مصر .
-فى النهاية :-
فإن مصر تحت قيادة السيد الرئيس/عبد الفتاح السيسي دائما ما تترك الجميع يتحرك من حولها يميناً ويساراً ثم تفاجئ جميع المتأمرين بتحالفات مع قوى عظمى صاعدة كانت بعيدة عن القضايا الإقليمية العالقة .