الدكتور رضا محمد طه يكتب : أنماط غذائية لتعزيز الشيخوخة وطول العمر

أفاد العلماء بأن إتباع أنماط غذائية محددة سوف تساعد على تعزيز الصحة وطول العمر ، وفي هذا السياق دراسة مرجعية جديدة نشرت مؤخرا في مجلة Nutrients تناولت أربعة نظم وأساليب غذائية وهي تقييد السعرات الحرارية والصيام المتقطع ونظام البحر الابيض المتوسط والنظام الكيتوني نظرا لفوائدها الكبيرة ودورها الحاسم في المساهمة في صحة الناس وخاصة كبار السن وإطالة عمرهم.

معروف أن سكان العالم يتقدم في السن اي زيادة في متوسط العمر وانخفاض في معدلات المواليد بشكل كبير ، لكن هذا لا يعني أن مرحلة الشيخوخة تصاحبها استمتاع بسنوات أكثر في صحة جيدة ، الأمر الذي يسعى الباحثون لإيجاد سبل تؤدي إلى تعزيز فترة الحياة في صحة وخالية من الأمراض المزمنة والاعاقات المرتبطة بالعمر.
كشفت النتائج أن الأنظمة الغذائية المختارة تدعم الصحة وطول العمر لأنها تقلل من السعرات الحرارية ومن ثم تعزز الشيخوخة من خلال الحفاظ على وزن صحي والوقاية من السمنة وتقلل الالتهابات وتحافظ على كوليسترول افضل والذي يحسن صحة القلب والايض وابطاء الشيخوخة البيولوجية (الخلوية) كما يؤدي إلى تعديل في الغدة الدرقية ويخفض من حمض الميثيونين الأميني المسبب الرئيسي للشيخوخة.

الصيام المتقطع هو تناوب بين فترات الصيام والأكل الطبيعي، هذا النظام يحسن بصورة فائقة في حساسية الأنسولين واستجابة ومرونة الإجهاد الخلوي مما يترتب عليه عمر طويل ، أما النظام المتوسطي فيحتوي علي وفرة من الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة وزيت الزيتون وبعض من منتجات الألبان والأسماك الغنية بأوميجا3 والحد من اللحوم والأطعمة فائقة المعالجة ، وجميعها تساعد على خفض مؤشر كتلة الجسم BMI وتدعم الوظائف الإدراكية والذاكرة وتحفز نمو ميكروبيوم الأمعاء لإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة وتلك مفاتيح ومحفزات علي إبطاء الشيخوخة البيولوجية وتقليل الضعف المصاحب لكبار السن.

النظام الكيتوني هو نظام غذائي عالي الدهون ومعتدل البروتين ومنخفض جدا الكربوهيدرات ، لذلك فهو يؤدي إلى حرق الدهون بدلاً من الكربوهيدرات لذا يحسن من مستويات الدهون الثلاثية ويزيد من الكوليسترول الجيد HDL ومن يساعد في انقاص الوزن ، كما أن التقليل من الكربوهيدرات يقلل من النشاط المرتبط بالأنسولين ويحفز عملية الالتهام الذاتي للتخلص من السموم ونفايات الخلايا وهذا يعزز إطالة العمر ، والعكس فإن الإفراط في الغذاء والسعرات الحرارية وتكريس الطاقة تؤدي إلى تسارع الشيخوخة حيث الطاقة و العناصر الغذائية تستهلك معظمها لعملية النمو علي حساب صيانة الخلايا من السموم والمواد المؤكسدة أو الشوارد الحرة ، أما تقليل الطاقة عن طريق تقييد الطاقة بالصيام المتقطع يكرس نشاطات الخلايا نحو الصيانة والإصلاح والتخلص من تراكمات والسموم وهذا يقلل من الأمراض المزمنة ويبطء الشيخوخة ويطيل العمر.

ينصح الباحثون بأنه يمكن للأشخاص الجمع بين الصيام المتقطع والنظام الغذائي المتوسطي، إلي جانب ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب التدخين وإدارة الإجهاد والتوتر وتعزيز العلاقات الاجتماعية والنوم الجيد ، وذلك من أجل العيش في صحة جيدة في أي من مراحل الحياة.