السبت 21 ديسمبر 2024 01:37 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة الكبيرة هند منصور تكتب : قيمة المرأة

الكاتبة الكبيرة هند منصور
الكاتبة الكبيرة هند منصور

فى بداية الأمر أحب أن اوضح انى لا أكتب مقالى هذا دفاعا عن المرأة لانى امرأة ، لا... بل اتكلم عن مخلوق راقى يهدر حقه بسبب موروثات ليس لها اي قيمة ولكن. مستمرة بسبب الجهل والرجعية
فانا ليست ضد الرجل بل ضد معتقدات خاطئة تفسد جمال الحياة بين الجنس والجنس الأخرى.
فكبت المرأة لمشاعرها وتنازلها عن حقوقها كانسانة؛ لكى لا تتهم بعدم الشرف وتدنى أخلاقها، لا علاقة له بالشرف.
فليس للمراة حق التعبير عن مشاعرها اتجاه رجل والا تتهم بالفجور، وليس لها مساحة من الحرية فى التعبير عن إحتياجها او رغبتها فى زوجها والا تحسب من العاهرات. ( وهذه معاناة الرجال).
وان اهتمت المراة بجمالها إذن هى تبحث عن رجل،. وان لم تهتم فهى من وجهة نظر البعض تشبه الرجال، ولا ينقصها سوى لحية وشارب وتعامل معاملة الذكور.
وان قبلت التعامل مع الجنس الأخر وإن كان فى حدود تتهم بالانفتاح وعدم الأخلاق، وان لم تقبل التعامل مع الجنس الأخر فهى رجعية ومنغلقة ويقال انها (قفل).
فعندما تتعرف الفتاة على شاب وتبدأ تشعر بميول مشاعرها له، وتاخد قرار أن تتعرف عليه وتظهر إعجابها له وتفتح قلبها، حالا وبدون مقدمات بعد وقت قليل يتركها، ولماذا؟!
لانها واثقة فيه واعتبرته إنسان له عقل يميز!
ويبدأ فى البحث عن أخري رجعية ويصعب التعامل معها وحتى وان كان الظاهر منها غير الخفى، ويسعد بها ويعتبر نفسه محظوظ لانه وجد لؤلؤة غالية الثمن،. امرأة لم تعرف غيره من قبل ويضعها تاج فوق رأسه، الى ان يشبع غروره ثم يضعها انتيكه فى بيته ويهملها الى ان تموت جوعا وبحثا عن الحب والإهتمام ،
وهذا لا يعيبه لانه للأسف (الرجل لا يعيبه الا جيبه).
هذا معتقد أخر فى مجتمع ذكوري، المثقف فيه مثل الجاهل، يتطور فى كل شئ وعلى كل المستويات الا فى منظوره عن المرأة، فيظل محتفظ بمعتقداته الموروثة، (ميراث غالى).
فلا بتخلى عن جهله وعدم ادراكه انها إنسانة، لها احتياجات وحقوق مثله،
وانه هو ايضا كرجل لابد ان يتحلى بالشرف والعفة ويكون مبدأه الصدق والأمانة والرجولة بكل معانيها فهو ايضا له قوانين تحكمه مثلها تماما.
ولابد من ادراك ان الزواج لا يعطى للمرأة قيمة بل قيمة المرأة فى انسانيتها وعقلها ونضجها،. لا بد من تغير مفهوم خاطئ يمارس الى وقتنا هذا رغم التقدم وزيادة المعرفة.
فلا بد من إسقاط شعار _ المرأه مسيرها لبيتها وجوزها وتربية عيالها فقط حتى ان وصلت لاعلى درجات العلم _.
إنها كذبة وليست حقيقة،. انها معتقدات عن المرأة خاطئة، فالمراة ان لم تتزوج تلقب بالعانس
وان تزوجت وفشل زواجها تحت اي سبب ، فانها تلقب بالمطلقة وتصبح فريسة سهلة لكل شخص معدوم الأخلاق،. وتكثر حولها الاقاويل والهمهمة عن أخلاقها وتربيتها الغير طيبة التى جعلتها تصل الى الطلاق.
الى متى يظل الجهل وعدم المعرفة يفسد فى العقول المريضة وياكلها؟!
والى متى يتساوي الرجل المثقف بالرجل الجاهل؟!
والى متى تظل العلاقات بين الجنسين متوترة ومزعزعة بلا اسس سليمة تبنى عليها بسبب جهل وعمى لا نريد الشفاء منه؟!