السبت 21 ديسمبر 2024 06:17 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودى يكتب : .” من تحت ”من تحت الرماد..مأساة حرب غزة ”

الكاتب الكبير حسين السمنودى
الكاتب الكبير حسين السمنودى

في ظل الأزمات المتتالية التي يعاني منها قطاع غزة، تتجلى مآسي الحرب بشكل واضح في كل زاوية من زوايا حياة الفلسطينيين. وهذه المعاناة الشاملة تتجاوز تدمير البنية التحتية لتطال كافة جوانب الحياة اليومية، من التعليم إلى الصحة، والاقتصاد إلى الحقوق الإنسانية.

....تدمير البنية التحتية والتشريد

تعد الحرب على غزة واحدة من أكثر النزاعات تدميراً في العصر الحديث، حيث أدت إلى دمار هائل في البنية التحتية. المدارس والمستشفيات والمنازل تم تدميرها، مما أوقع ملايين الأشخاص في حالة من التشرد والفقر. والأضرار التي لحقت بالمباني ليست سوى جزء من المشكلة؛ فالكثير من العائلات أصبحت بلا مأوى، ويعاني الأطفال من فقدان التعليم، مما يهدد مستقبلهم التعليمي والمهني.

...الأزمة الصحية وتأثيرها على الحياة اليومية

النظام الصحي في غزة يعاني من أزمة خانقة بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية. المستشفيات التي لم تُدمّر بالكامل تواجه تحديات كبيرة في تلبية احتياجات المرضى بسبب نقص الموارد والكوادر الطبية. هذا الوضع يفاقم معاناة المرضى، حيث يُحرم الكثيرون من الرعاية اللازمة، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية العامة.

...التحديات الاقتصادية والبطالة

الأزمة الاقتصادية في غزة تتفاقم نتيجة للدمار الذي لحق بالبنية التحتية الصناعية والتجارية. البطالة ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تعجز الكثير من الأعمال عن الاستمرار أو إعادة التشغيل. الأوضاع الاقتصادية الصعبة تؤثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للأفراد وتزيد من معاناتهم اليومية.

...الأثر النفسي والاجتماعي

الحرب تترك أثراً عميقاً على النفسية الاجتماعية للسكان. الصدمات النفسية والعنف المستمر يؤديان إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين الأطفال والكبار على حد سواء. تفاقم هذه المشكلات النفسية يعوق عملية التعافي والتكيف مع الوضع الجديد، مما يساهم في تعميق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.

...تقصير المجتمع الدولي

في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني، يظل المجتمع الدولي غائباً عن تقديم الدعم الفعّال. على الرغم من إداناته المستمرة للأعمال الحربية، إلا أن التقدّم في تقديم المساعدات الإنسانية والضغط على الأطراف المتحاربة لإيجاد حل دائم لا يزال محدوداً. هذا التقصير يزيد من معاناة المدنيين ويضعف جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.

...محاولة البقاء على قيد الحياة

في ظل كل هذه التحديات، يجد الفلسطينيون أنفسهم مضطرين للتعامل مع الأزمات والبحث عن طرق جديدة للبقاء على قيد الحياة. في ظل فقدان الوثائق الشخصية والمهنية، تصبح العبارة "ناجي من حرب غزة" بمثابة شهادة صمود وتحدي. تكشف هذه العبارة عن قدرة الناس على الاستمرار في الحياة رغم كل المحن، وتستعرض أيضاً حجم المأساة التي يعيشونها.

تستمر الحرب في ترك آثارها العميقة على جميع جوانب الحياة في غزة وفلسطين. إن تجاوز هذه الأزمة يتطلب دعمًا دوليًا حقيقيًا وفعّالًا، وتدخلًا عاجلاً لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وبناء مستقبل أفضل لهم.