الأحد 22 ديسمبر 2024 08:26 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة داليا مهنى تكتب : أسوياء اليوم معاقو الغد ( لا للتنمر )

الكاتبة داليا مهنى
الكاتبة داليا مهنى

الحياة مليئة بالمفاجآت والتحديات التي قد تغير مسارات الأفراد بشكل جذري، وقد يتحول الشخص السوي اليوم إلى معاق في الغد نتيجة حادث غير متوقع أو مرض مزمن. هذه الفكرة تسلط الضوء على هشاشة الإنسان وقدرته على التأقلم مع الظروف المختلفة.
فالتغيير الذي قد يبدو مستبعدًا يمكن أن يحدث في أي لحظة ويؤثر على حياة الفرد بشكل كامل.
فالإنسان بطبيعته كائن قوي، لكنه في الوقت نفسه هش للغاية. الحوادث اليومية، مثل حوادث الطرق أو السقوط أو التعرض لإصابات العمل، قد تؤدي إلى إعاقة دائمة أو مؤقتة. إضافة إلى ذلك، قد تؤدي الأمراض المزمنة، مثل السكري أو أمراض القلب أو السكتات الدماغية، إلى تدهور القدرة الجسدية بمرور الزمن. في لحظة واحدة، قد يتغير الحال، وتصبح الحياة تحديًا كبيرًا للأشخاص الذين كانوا يرون أنفسهم سابقًا في تمام الصحة والعافية،
وقد يكون هؤلاء الأشخاص هم المتنمرين على غيرهم من أصحاب الإعاقات وذوي الاحتياجات الخاصة. فلماذا نتنمر على كل من اختلف عنا؟! قد يرى البعض أن هذا الاختلاف إعاقة جسدية أو عقلية أو ذهنية، لكنهم لا يدركون أنهم قد يكونون هم أصحاب إعاقة فكرية أو حسية، مما يجعلهم أشخاصًا قساة القلوب.
أما من يُنظر إليهم على أنهم معاقون، فهم أبطال وأصحاب تحديات وقدرات ليست فقط خاصة، بل خارقة، قدرات تستطيع تمهيد كل السبل إلى النجاح والتفوق وتحقيق الذات وإثبات قدرتهم على تسخير اختلافهم ليصبحوا علامة في المجتمع.
و قد تناول هذه الفكرة المخرج و المؤلف تامر فؤاد مؤسس فرقة كالوس المسرحجية من خلال نص مسرحي من تأليفه بعنوان نور الشمس و الذي سلط الضوء فيه علي آفة التنمر من أصحاب الهمم و كيف كانت عاقبة هذا التنمر الذي حول صاحبه من شخص سوي و معافا في بدنه و صحته الي شخص جليس كرسي نتيجة تعرضه لحادث .