جمال قرين يكتب للجارديان : إلا أنبوبة الغاز ياريس !

*زيادة سعر اسطوانة الغاز بتاعة الغلابة من 100 جنيه إلى 150جنيها قرار غير مدروس، ولايتناسب مع ظروف الناس الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وكان ممكن زيادتها 10جنيه فقط، لأن انبوبة الغاز لحد أن تصل للمنزل أو الشقة بهذه الزيادة الرهيبة، من الممكن أن تبلغ تكلفتها للمستهلك محدود الدخل 170جنيه وربما أكثر من ذلك، خاصة فى الأزمات التى كثيرا ما يفتعلها أصحاب المستودعات اللى معظمهم حرامية، ويستغلون حاجة المواطن الضرورية لأنبوبة الغاز.

لذلك أطالب الحكومة بالتراجع عن هذه الزيادة الكبيرة 50جنيه، لأنها فوق طاقة المصريين من الطبقتين الفقيرة والوسطى، حقيقى مندهش من هذه الزيادة السريعة والمرتفعة جدا فى مثل هذه الأوقات العصيبة التى يمر بها الناس نتيجة غلاء الأسعار المستمر، والذى يقابله تدنى فى المرتبات سواء لأصحاب المعاشات أو على مستوى موظفى الدولة، فالرحمة حلوة، ولاينبغى الاستمرار فى هذه السياسات التى تعتمد على جيب المواطن فقط، لابد أن نبحث عن موارد أخرى غير جيوب المصريين ، هكذا تفعل الدولة المتقدمة، والتى تتشابه معنا فى ظروفها الاجتماعية والاقتصادية، إذن لاداعى على الاطلاق أن نحمل المواطن البسيط أكثر مما يحتمل، وكفاية عليه أسعار الخضار من البطاطس والطماطم والكوسة واللحمة وخلافه.

أرجوكم لاتستهينوا بالمصريين، لقد سبق أن قلت: إن الشعب المصرى بلا كتالوج وممكن أن تنفجر الاحتجاجات الشعبية فى البلاد فجأة، وبدون سابق إنذار، بسبب الغلاء وسنينه، والخاسر الوحيد هو الوطن الذى نؤمن بقدراته، ونحتفظ له فى قلوبنا بكل حب وتقدير واعتزاز، بلاش تجعلونا نكفر بهذا الإحساس والانتماء للوطن، إن قرار زيادة سعر انبوبة الغاز 50جنيها، قرار غير مسئول، ويعطى انطباعا لدى معظم المصريين، أن الحكومة فى وادى والشعب فى وادى تانى.

لذا ينبغى عند اتخاذ أى قرار يمس الجانب الاقتصادى والمعيشى أن يراعى البعد الاجتماعى، لأن الناس مش ناقصة، وأن أى احتجاجات شعبية قد لا تتحملها مصر هذه الأيام، فأرجوكم ادرسوا القرارات صح قبل إصدارها وتطبيقها على أرض الواقع وعلى المصريين الغلابة، وبلاش تعنت وغطرسة ، لأن الحكومة أى حكومة وظيفتها أن تكون خادمة للشعب وليس أكثر، والشعب دوما فوق الحكومة وليس العكس.

إن ما يعانيه المصريون هذه الأيام من فقر وجوع ومرض، يدعو للتشاؤم، لكننا شعب صبور ومتفائل بطبعه، وخدوها منى نصيحة، إياكم أن تنخدعوا بسكوته وصبره، ومطلوب من الحكومة هذه الأيام أن تستعيد ثقة المواطن، وتتراجع عن زيادة سعر اسطوانة الغاز، وأهمية مراقبة الأسواق، مش كل تاجر يضع التسعيرة اللى تعجبه، لأن من أمن العقوبة أساء الأدب، وطالما التجار ليس عليهم رقيب، فانتظروا مزيدا من الغلاء، وخوفى إنه يأتى يوم على مصر وتصبح بلامواطنين، بسبب مايعانيه الناس من جوع وفقر، ولكم أن تتفرسوا فى وجوه الناس فى الشوارع هذه الأيام، ستجدون جثثا متحركة تسير على الأرض، ومشاهدهم تدمى القلوب، وهم ينامون تحت الكبارى وفوقها أحيانا وعلى الأرصفة، هكذا أصبح حال الناس فى بلادى، إلا مارحم ربى.

لذلك أقترح على الحكومة اذا لم تستطع حل هذه المشاكل فى أسرع وقت، أن تتقدم باستقالتها فورا، مش معقول المصريين يصحوا كل شوية على زيادات جديدة للأسعار، وٱخرها اسطوانة الغاز، التى كان تمنها 3جنيه فى 2011 وقبل تنحى مبارك - رحمة الله عليه