السبت 21 ديسمبر 2024 05:54 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير وجيه الصقار يكتب : معلمون .. بالسخرة !!

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

وصلتني استغاثات بسبب سيول قرارات الوزارة المتناقضة والمستحيلة يوميا على رؤوس المعلمين، مع بداية الدراسة والتى تديرهم بنظام السخرة، فالمدرس عليه واجبات وفروض جنونية إجبارية يستحيل تنفيذها، بينما لا أعباء على الوزارة ولو مادية. وشملت تكليفات المدرس المنزلية للطالب والأداء الصفى والاختبارات الأسبوعية بمعدل 4 شهريا، وتخصيص كراسات نشاط ومتابعة للتلميذ، وأخرى للاختبارات ومهام أدائية أسبوعية، وكم هائل من التدريبات الخاصة بالكتاب المدرسي، وإلزام المعلم بطباعة التكليفات الأسبوعية وحلها أولا بأول ، وتسليمها لإدارة المدرسة لتسجيل درجاتها على موقع الوزارة، فى حالة تجعل المدرس يلف حول نفسه، ولا يستطيع أداء جزء منها ، ثم طلبت كتابة التكليفات الخاصة بالتلميذ من 4 اختبارات تسلم نتائجها لمدير المدرسة وتسجل علي موقع الوزارة ليطابقوا درجات التلميذ على الموقع بالورق، كل ذلك فى مدرسة فترتين وحصة حقيقتها لن تتعدى 20 دقيقة, ليلهث المدرس فى كتابة الدرس، أما والشرح والتصحيح حسب الظروف، واكبت التكليفات أن الوزارة العمياء تجاهلت تكاليف كل هذا المهام ومصروفاتها من تصحيح ورصد وطبع وأقلام وسلال وأقفال للفصول وشراء طابعة، والتبرع لشراء رزم ورق تصوير يتقاسم المعلمون ثمنها، لأن المهام الأدائية لازم تتصور، غير دفاتر التحضير وكراسات أعمال السنة التى اجبرت الوزارة المعلمين علي شرائها من مخازنها, ثم ترصد الدرجات على موقع الوزارة، كل هذا المجهود الخرافى يستحيل تنفيذه بل يكلف المعلم بالنظافة وأداء عمل الإداريين والأمن وأى أعمال طارئة للمدرسة، فى أثناء أو بعد الحصص المثقلة بجدول كامل فى حين أن 90 % من المعلمين تخطوا سن 50 سنة وخارج للمعاش 38 ألفا خلال أيام ، فالوزارة لا تضع حسابا للعجز أو الضغوط المتزايدة على المعلم، لكنها ببجاحة تطلب الخدمة مع المرمطة، ولا تسأل فى كيفية التنفيذ، وتحرمهم من حقوقهم المنهوبة وتحاسبهم على راتب 2014 مع الأعباء الإدارية الزائدة، وقلة الموارد، فكيف نبحث عن جودة التعليم؟!. فتجد راتب المعلم الخبير 36 سنة خدمة وخبرة الذى يربى الأجيال، أقل من نصف راتب عامل فى البنك، أما فى الفصول مطلوب الشكليات فقط فيضيع فى تعدد الامتحانات أسبوعيا، وتصحيح الكراسات والواجبات، ورصد الدرجات مع حصص فوق جدوله والإشراف، ويظل فى المطحنة والأمراض المزمنة التى ترافقه من هذه الدائرة الجهنمية، وبالتالى تضيع الحصص فى شكليات لا طائل منها، وتخرب العملية التعليمية.. وهو المطلوب.. للأسف. .!