طارق محمد حسين يكتب : (أنور السادات ) .حكاية وطن
الجارديان المصريةأرض مصر نبع فياض بالرجال الأوفياء الأشداء، من رحم نبتها الخصيب خرج أبن من أبنائها المخلصين البررة ،ونحن نحتفل بذكري من أغلي ذكريات شعبنا وأكثرها ثراء وهي ذكري حرب التحرير ( أكتوبر)، كان لابد من ذكر قائد وبطل هذه الملحمة الوطنية ، إنه محمد أنور السادات أبن القرية المصرية الأصيلة ، نشأ في مناخ وطني فتكونت عقيدته ومفاهيمه من نبع الحرية والإرادة الصلبة في تحرير الوطن والدفاع عن شعبه وكرامته وتحقيق الاستقلال عن الاحتلال الانجليزي، لقد شارك السادات علي مدار سنوات طوال من الكفاح الوطني ضد الاستعمار كرمز حي للمطالبة بالحرية ، وبإيمان مطلق بالعسكرية المصرية طريقا للتحرر والاستقلال ، فقد أنضم للجيش المصري بعد تخرجه من الكلية الحربية ، ولأنه كان نوعا فريدا من الرجال الذين يتميزون بخاصيات بشرية منفردة ، فقد تعرض لمحن طويلة واضطهادات عديدة ،فتعرض للإرهاب من المستعمر والملك ،نكلوا به، سجنوه ، فصلوه من الجيش ، طاردوه لمدة ثمان أعوام ، فلم يهتز إيمانه ، فلم يكن هو الرجل الذي يحطمه المعتقل او يقضي علي معنوياته عاد الي الجيش وشارك في تخطيط الكفاح المسلح الفدائي ضد المحتل، حتي قررت بريطانيا الجلاء عن الوطن، وانضم لتنظيم الضباط الأحرار وشارك في ثورة يوليو١٩٥٢، وتولي مناصب عدة بعد ثورة يوليو اهمها رئيس مجلس النواب ونائب رئيس الجمهورية ، وعندما توفي الرئيس جمال عبد الناصر عام ١٩٧١ عين رئيسا للجمهورية ، في توقيت بالغ الصعوبة وظل أجواء المعاناة من آثار هزيمة الجيش في يونيو ١٩٦٧ واحتلال سيناء كاملة ، فكان عليه تحمل المسئولية الوطنية وإعداد القوات المسلحة المصرية لمعركة الكرامة واسترداد الأرض، وقد حقق ما عاهد الله والشعب عليه في معركة العبور العظيم ، ثم بالانسحاب الإسرائيلي من كامل تراب سيناء الحبيبة بمعاهدة السلام ، حتي اغتالته يد الخسة والغدر في يوم النصر السادس من أكتوبر ١٩٨١، رحم الله الرئيس الشهيد محمد أنور السادات وكل شهداء الوطن وابطاله الذين لم يبخلوا بدمائهم وارواحهم ، وفي يوم العزة والكرامة ندعوا الله أن تظل أرض مصر مصونة حرة بجيشها وشعبها.