الإثنين 7 أكتوبر 2024 05:15 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : يوميات عبد العاطي صائد الدبابات

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

ونحن نحتفل بذكري حرب أكتوبر كان لابد من ذكر ملامح من أبطال صنعوا النصر، إنه...الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي عطية شرف، جندي مصري أشهر الذين حصلوا علي نجمة سيناء العسكرية من الطبقة الثانية نظير بطولته في حرب أكتوبر، وقد أطلق عليه لقب صائد الدبابات، لأنه دمر بمفرده خلال ايام حرب أكتوبر ٢٣ دبابة ، فقد جاء يوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣ المرتقب، وبدأ الجيش المصري يعبر قناة السويس تحت ساتر من نيران المدفعية ، وبعد الضربة الجوية الساحقة التي شلت مراكز التوجيه والسيطرة للعدو، بدأت أرض المعركة تشتعل بصورة لم يصدق معها أحد أن الجنود المصريين قد عبروا الضفة الشرقية للقناة، وكان عبد العاطي هو أول فرد من مجموعته يتسلق الساتر الترابي لخط بارليف ،بعد لحظات قام الطيران الإسرائيلي بغارات منخفضة لإرهاب الجنود، ظنًا منهم أن مشهد ١٩٦٧ سيتكرر، ولكن هذه المرة كانت الظروف مختلفة، فقد قام الجنود المصريون بإسقاط أربع طائرات إسرائيلية بالأسلحة الخفيفة، واستطاع اللواء ١١٢ مشاة أن يحتل أكبر مساحة من الأرض داخل سيناء، واستطاع الوصول إلى الطريق الأسفلتي العرضي من القنطرة إلى عيون موسى بمحاذاة القناة بعمق ٧٠ كيلومترًا في اليوم الأول من المعركة، في اليوم الثاني للمعركة بدأ الطيران الإسرائيلي الهجوم منذ الخامسة صباحًا بصورة وحشية، ومع ذلك استطاع الأبطال منعهم من فتح أي ثغرة، وتقدموا داخل سيناء ودمروا المواقع الخفيفة للعدو وذيول المناطق القوية مثل الطالية وتبة الشجرة وأم طبق ، في اليوم الثالث يوم ٨ أكتوبر وهو اليوم الذي كان يعتبره البطل عبد العاطي يومًا مجيدًا للواء ١١٢ مشاة وللكتيبة ٣٥ مقذوفات وله هو على المستوى الشخصي، بدأ هذا الصباح بانطلاقة قوية للأمام؛ في محاولة لمباغتة القوات الإسرائيلية التي بدأت في التحرك على بعد ٨٠ كيلومترًا باللواء ١٩٠ المصحوب بقوات ضاربة مدعومًا بغطاء من الطائرات ،رغم هذه الظروف الصعبة، فقد قام عبد العاطي بإطلاق أول صاروخ والتحكم فيه بدقة شديدة حتى لا يصطدم بالجبل، ونجح في إصابة الدبابة الأولى، ثم أطلق زميله بيومي قائد الطاقم المجاور صاروخا فأصاب الدبابة المجاورة لها، وتابع هو وزميله بيومي الإصابة حتى وصل رصيده إلى ١٣ دبابة ورصيد بيومي إلى ٧دبابات في نصف ساعة، ومع تلك الخسائر الضخمة قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية قمة الجبل وأعلى التبه، وبعدها اختاره العميد عادل يسري ضمن أفراد مركز قيادته في الميدان، التي تكشف أكثر من ٣٠ كيلومترًا أمامها ،اليوم الرابع يوم ٩ أكتوبر الذي يعتبر يومًا آخر من أيام البطولة في حياة عبد العاطي فوجئ بقوة إسرائيلية مدرعة جاءت لمهاجمتهم على الطريق الأسفلتي الأوسط ، مكونة من مجنزرة وعربة جيب وأربع دبابات، وعندها قال مدحت قائد المدفعية: بماذا ستبدأ يا عبد العاطي؟ ،قال عبد العاطي: خسارة يا فندم الصاروخ في السيارة الجيب، سأبدأ بالمجنزرة، وأطلق الصاروخ الأول عليها فدمرها بمن فيها، فحاولت الدبابة التالية لها أن تبتعد عن طريقها لأنهم كان يسيرون في شكل مستقيم، فصوب إليها عبد العاطي صاروخًا سريعًا فدمرها هي الأخرى، وفي تلك اللحظة تقدمت السيارة الجيب إلى الأمام، وبدأت الدبابات في الانتشار، فقام عبد العاطي باصطيادها واحدة تلو الأخرى حتى بلغ رصيده في هذا اليوم ١٧ دبابة، جاء اليوم الخامس يوم ١٠ أكتوبر، حيث فوجئ مركز القيادة باستغاثة من القائد أحمد أبو علم قائد الكتيبة ٣٤، فقد هاجمتها ثلاث دبابات إسرائيلية، وتمكنت من اختراقها، وكان عبد العاطي قد تعوّد على وضع مجموعة من الصواريخ الجاهزة للضرب بجواره، وقام بتوجيه ثلاثة صواريخ إليها فدمرها جميعًا، كما استطاع اصطياد إحدى الدبابات التي حاولت التسلل إليهم يوم ١٥ أكتوبر، وفي يوم ١٨ أكتوبر، دمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده ٢٣ دبابة و٣ مجنزرات ، إنه أحد نماذج البطولة والشجاعة التي يجب أن تدرس سيرتها لشبابنا ، رحم الله البطل عبد العاطي وكل شهداء الواجب والوطن في ذكري حرب أكتوبر المجيدة .