الأربعاء 5 فبراير 2025 09:03 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير وجيه الصقار يكتب : ...إعدام .. مدرس ثانوى !

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

أزمة إنسانية يعيشها معلمو اللغة الثانية بالتعليم الثانوى العام والأزهرى، وبعد قرار وزارة التعليم بحذف اللغة الثانية من المجموع دون مقدمات سوى التخفيف عن مصروفات الأسرة المصرية، وتجاهل البعد الثقافى والحضارى للغة، مما أحدث صدمة لشريحة مهمة فى التعليم، والمفترض أنها مازالت مادة امتحان، حتى من غير المجموع، لكن الوزارة انقلبت وجعلته قرار إعدام لهؤلاء المعلمين بالاستخفاف منهم عمليا فى صورة انتقامية غير مبررة لا تغتفر، بإسناد مواد أخرى وأعمال بعيدة عن تخصصهم أو الوقوف أمن على البوابة وأحيانا بحصص ألعاب، مع أن قانون العمل يحظر إسناد العمل لغير التخصص، إلا بعد الحصول علي مؤهل يوازي مادة التخصص المطلوبة، فيتم الاستعانة بمعلمى الفرنسية فى سد العجز بالمرحلة الابتدائية للغة انجليزية أو مادة التوكاتسو . وتكليف معلمي الحاسب الآلي لتدريس مادة الرياضيات ومعلمي الفلسفة وعلم النفس لتدريس الدارسات. وفي مدارس اللغات لمادة "اكتشف"، ونتيجة هذه الصدمة والمهانة غير المبرر، مات قهرا وكمدا 7 من كبار المعلمين بعد تهميش لغتهم وحياتهم المهنية، والتعرض للشماتة والتنمر المستمر مع انعدام أملهم في حياة كريمة. فاللغة الثانية أفق حضارى جديد لعقلية الجيل الناشئ والأبعاد السياسية والثقافية العالمية تظهر فى مستوى الفكر ونهضة الشعوب،. وهى مطبقة بالفعل فى المدارس الدولية والخاصة فى مصر لأبناء "الطبقة السوبر" ولا يمكن للوزير أو غيره إلغاءها، لأنها مكون متكامل مع الفكر العلمى العصرى لمواد المنهج، فاللغه أمن ثقافى قومي وطني ترتبط بالحضارات، وحلقة وصل بين البلاد والشعوب فى مختلف المجالات، منها السياحة التى تمثل موردا وطنيا تتميز به مصر عالميا، نضيف إلى ذلك قضية الدراسات الأكاديمية بالجامعات والتى أصيبت فى مقتل هذا العام، فانصرف الطلاب عن دراستها، وأصبحت موادا تثير السخرية لدى عقليات لم تنضج ولم تفهم البعد الحضارى للدراسات. ونحن أولى بفهم العصر والغرب، فإن دراسات الكليات المتميزة فى اللغات مثل الألسن والآداب والتربيه هى معبر التواصل مع الشعوب، ووسيلة لتفهم عقلية التطور والدراسات والثقافات المتنوعة وهى من دواعى التطور وتزيل الأمية فى التفاهم مع السياح والعلماء والخبراء، والجهل بها سلبية لا مبرر لها إلا من جاهل بقرار غير واع ..وبلغت قمة التنمر والاستخفاف بتكليف هذه الفئة المطاردة دون غيرها فى أعمال إدارية أو إشرافية، أو الجلوس على بوابة، بما يجعلنا نتساءل لماذا كل هذا الانحطاط السلوكى والأخلاقى غير المبرر تجاه مدرسى اللغة الثانية، ثم خفض جدول المادة إلى حصتين فى الأسبوع، وخفض درجاتها إلى 30 درجة ، ماكل هذا الذل والمهانة.. أفهم أن قرار الوزارة كان يجب أن يتواكب مع تقرير مواد اللغة الثانية مادة أولى من الابتدائى للثانوية، وتحميل الإنجليزية بالتبادل لغة ثانية أيضا بالثانوى، وكان ذلك موجودا من قبل..الجانب الخطير جدا أن المدرسة والطلاب انصرفوا عن دراسة منهج اللغه الثانية فرنسى إيطالى ألمانى وغيرها، مع أنها مقررة عليهم. ولها امتحان فى آخر العام ..هل هذا اعتراف من الوزارة بأن هذه المادة هى للغش فقط مع الدين والقومية أى أن الوزارة تصبغ منطق وثقافة الغش فى عقيلة الطالب ،و"من غشنا فليس منا" هل هذه هى أهداف وزارة التربية ، وتشرد نحو 40 ألف معلم. وتعرضهم لملاحقة الاستخفاف وتسند لهم أعمال التشهيلات، عيب هذا قرار خارج الأخلاق والقيم، وتحويل صفوة المعلمين إلى قاع العملية التعليمية حتى المدارس الخاصه ألغت تعاقدهم.