الجمعة 18 أكتوبر 2024 01:20 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : المنصوري( الطيار المجنون)

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

يعد اللواء طيار أحمد المنصوري من أبرز الشخصيات العسكرية في تاريخ القوات الجوية المصرية، هو قائد تشكيل المقاتلات في حرب أكتوبر ١٩٧٣ولقب "قائد تشكيل الفهود السوداء" يعكس براعته وشجاعته في المعارك ، حقيقة اللواء أحمد المنصوري أحد نسور السماء في جيش المحروسة، وهو من التحق بالجيش في الأول من يونيو عام ١٩٦٧، ليحصد مرارة الهزيمة بعدها بخمسة أيام فقط، فيهب حياته كطيار مقاتل لهدف واحد كما يقول، هو «الانتقام» ، هو واحد من قائدي طائراتها الـ ٢٢٠ في حرب أكتوبر الذين جعلوا من ضربة القوات المسلحة الجوية بداية انطلاق لنصر عزيز ، ومن قبل ذلك واجه مع زميل له بطائرتي «ميج ٦» طائرات «فانتوم» للعدو في معركة جوية في فبراير من عام ١٩٧٣ انتهت بإسقاط إحدى طائرات العدو وهروب البقية ،وكان له دور فعال خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣، حيث أظهر مهارات استثنائية في الطيران والمناورات القتالية، لقب "بالطيار المجنون" تتعلق بموقف مثير خلال الحرب، حيث واجه احمد المنصوري طيارين إسرائيليين في وضع حرج، عندما حاصرته الطائرات المعادية من الأمام والخلف، فقرر أن يتخذ خطوة جريئة ومجنونة، وهو على ارتفاع منخفض جدًا، أظهر براعة في المناورة جعلته يوهم العدو بأنه في طريقه للسقوط ، ما أدى إلى هزيمته للطائرات الإسرائيلية ،وعن لقب الطيار المجنون الذي أطلقه عليه العدو الإسرائيلي يقول اللواء المنصوري " إنه شهادة غير مجروحة من عدو قوي " وأول تكريم لي لأنه من أعدائي وخاصة اننا نحارب منتخب العالم اليهود من انجليز وفرنسيين وأمريكان وهولنديين وبولنديين، أما إنجازاته البطولية فتتحدث عن نفسها، فقد شارك في ٥٢ طلعة جوية خلال ١٨ يومًا في رمضان ٧٣، سلاح الطيران المصري تفوق على إسرائيل في أطول معركة جوية بالتاريخ الحديث خلال حرب أكتوبر ٧٣ ، نجح المنصوري ورفاقه في عمل أطول معركة جوية من ١٩٦٧ وحتى ١٩٧٣ ومدتها ١٣ دقيقة ، مما يبرز تفانيه وإصراره، بالإضافة إلى ذلك فإن عودته إلى القاعدة بطائرته المعطلة على طريق الزعفرانة تعكس شجاعته وقدرته على التغلب على التحديات ، حصل المنصوري على العديد من الأوسمة، مثل وسام الشجاعة والنجمة العسكرية، مما يؤكد مكانته الرفيعة في تاريخ مصر العسكري. قصته تُعد مصدر إلهام للأجيال، تجسد الإرادة والشجاعة في مواجهة الأعداء ، يقول اللواء طيار أحمد المنصوري، إن حرب الاستنزاف كانت بداية المعركة الحقيقية والمقدمة للانتصار على الجيش الإسرائيلي، وأنه بدونها ما كانت هناك ملحمة العبور، وأن أول شهيد طيار في نصر أكتوبر، كان النقيب طيار عاطف السادات شقيق الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، أن الجيش المصري نجح في عبور قناة السويس أكبر مانع مائي في العالم بخسائر لا تتجاوز ١،٥%، وتابع قائد تشكيل المقاتلات في حرب أكتوبر أن نحو ١٠٠ ألف جندي عبروا قناة السويس بمظلة جوية، لافتًا إلى أن الطائرة "ميج ٢١ " كانت السلاح الرئيسي في الهجوم الجوي المصري ،وفي لقاء مع المنصوري ذكر أن الجيش الإسرائيلي كان يقاتل بطائرات فانتوم والتي تعادل نحو ٣ طائرات ميج ٢١ المصرية، إلا أن النصر كان حليف مصر بفضل كفاءة المقاتلين داخل الطائرات، قائلًا: "الراجل اللي جوه الطيارة بروحة القتالية وبإيمانه بـ الله أكبر التي كانت ترعبهم استطاع أن يقهر العدو" ، تحية فخر واعتزاز لبطلنا نسر السماء ولكل أبطال القوات الجوية في ذكري انتصارات أكتوبر وعيد القوات الجوية المصرية.