الجمعة 27 ديسمبر 2024 12:24 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حكايات مصيرية

الكاتب الصحفي ـ الحسيني عبد الله يكتب : الانتماء. والانتصار

الكاتب الصحفي الحسينى عبدالله
الكاتب الصحفي الحسينى عبدالله

ما زالت انتصارات أكتوبر المجيدة تلقى بظلالهـا رغم مرور واحد وخمسون عاما عليها ففي الانتصارات دروس وعبر كثيرة للأجيال التي لم تعيش هذة اللحظات الفارقة من عمر الأوطان ولعل أهم الدروس التي يجيب ان يتعلمها الجيل الحالي هو الإنتماء فالإنتماء هو من يصنع النصر دائما ولعل هذا ما فطنت إليه الأجيال في مطلع القرن الماضي ففى مطلع الثلاثينيات وتقريبًا قبل ما يقرب من 95عامًا شدى موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب، بأغنية حب الوطن فرض على أفديه بروحي وعينيا، ووصف أمير الشعراء أحمد شوقي، شعورنا تجاه أوطاننا بقوله:
وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخلد نفسي
وهذه الكلمات وغيرها من الأغاني والأشعار الوطنية، تصف حال حب الأوطان، وتغرس روح الانتماء والولاء الأوطان
، قبل أن يتبدل الحال، ويصبح هناك مشاكل حقيقية في الانتماء والحب للوطن، فأصبحنا نسمع من الأجيال الجديدة؛ كلام في غاية الغرابة والغربة أيضًا، على سبيل المثال، نسمع طفل فى المرحلة الابتدائية يقول لطفل آخر : مصر أمك وفرنسا أم اللمبي وغيرها من الاسقاطات، وهو ما يجعلني أطرح سؤال هل حب الأوطان والانتماء يحتاج إلى ثقافة؟، والاجابة بكل وضوح نعم.. ولابد من خلق ثقافة الانتماء والعودة للحب. حتى نستطيع بناء جيل قادر على العمل والانتاج والنهوض بالاوطان ، بعيدًا عن الاسفاف والسخافة والسخرية من خلال الحفاظ على كل المرافق العامة، شوارع ومباني ومدارس، وعدم إلقاء القمامة فى الشوارع واتلاف المقاعد بوسائل المواصلات العامة، وشخبطة جدران المدارس، وتكسير مقاعد التلاميذ، وهو ما يعكس ثقافة عامة لدى الأطفال أن هذه المقاعد ليست ملكًا لهم، وتحضرنى مقولة الصحفى الإنجليزي المعروف، روبرت فيسك المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، والذي يقطن العاصمة اللبنانية بيروت منذ ما يقرب من 40 عامًا، التى يصف فيها حال الانتماء لدى الشعوب العربية، وأوطانهم "أتعلمون لما بيوت العرب في غاية النظافة، بينما شوارعهم على النقيض من ذلك ؟ السبب أن العرب يشعرون أنهم يملكون بيوتهم لكنهم لا يشعرون أنهم يملكون أوطانهم". هذه المقولة تؤكد أنّ ثقافة الملكيّة العامة معدومة لدى العرب، وكأنها حالة انفصام، فالذي يحافظ على نظافة بيته، نفسه من يقوم باتلاف المنشآت العامة، والذى يحافظ على الطاولة فى البيت هو من يحفر اسمه على مقاعد الجامعة، والأب الذي يريد ابنه أن يحافظ على النّظام في البيت، هو نفسه الذي يرفض أن يقف في الطابور بانتظار دوره، والأم التي لا ترضى أن تُفوّت ابنتها محاضرة واحدة، هي نفسها التي تهربُ من ساعات العمل وتتسبب فى تعطيل مصالح الناس، والأخ الذي لا يرضى أن تُحدّث أخته شابًا ولو أحبها وأحبته هو نفسه الذي يُحدّث عشرات الفتيات، فالخلط بين الملكية العامة والملكية الخاصة، والخلط بين مفهوم "الوطن" ومفهوم "الحكومة" مصيبة بحدّ ذاتها..! فالحكومة إدارة سياسية لفترة قصيرة من عمر الوطن، والوطن هو التاريخ، الجغرافيا، التراب، الشجر، الفكر، الكتب، العادات والتقاليد.
ياسادة علينا إن نتعلم ونعلم الاجيال الجديدة إن حب الأوطان فرض عين وعلينا
إزالة الخلط الذي كان في الماضي فقد كان يعتقد الكثير
أن الشعوب ننتقم من الحكومات عند كل اخفاق بجانب انتشار ثقافة اأتلفنا مقدرات الوطن. لدى البعض .! وكأن الوطن للحكومة وليس للشعب..! والسؤال؛ ما علاقة الحكومة بالشارع الذي أمشي فيه أنا وأنتَ، وبالجامعة التي يتعلم فيها ابني وابنك، وبالمستشفى الذى يعالج فيه زوجتي وزوجتك؟..الأشياء ليست ملكَ من يديرها وإنما ملك من يستخدمها..!
لذا أطالب كل من يعيش على أرض الوطن أن يذوب عشقًا في ترابه وأن يعلو من إقامة الانتماء؛ ليكون هناك انتماء حقيقي بشكل عملي محسوس في الشوارع والمنشآت العامة والبيوت، وليكن شعار هذا الولاء والانتماء "بيت نظيف شارع نظيف مدارس نظيفة منشأت عامة، ملك المواطن نظيفة جميلة" هذا هو دور المواطن أما دور الحكومة فهوحسن معاملة المواطنين وانفاذ القانون على الجميع، حتى يصل إحساس للمواطن أن المسئول دائمًا في خدمته وعلينا جميعا استدعاء روح ا أكتوبر الملهمة