الأديبة مى علام تكتب : لا تدق الجرس
الجارديان المصريةلا تدق الجرس
البحث عن حقائق الامور يتطلب المعاناه .ولكي تصل للحقيقه لأقناع الغير لابد من الأدله والبراهين .وعند الأجتماع حول المائده المستديره للوصول الي قرار يؤكد أو ينفي هذه الحقيقه تعاني أنت من سكرات الموت في هذه اللحظات القليله الحاسمه في حياتك .فيدق الجرس ليعلن أنه مناف لصحته فيتضاءل جسدك وتخبو نور روحك وتصبح أسيرا لدقات هذا الجرس الملعون وتصير الهمهمات أصواتا عاليه لن يسمعها أحدا لأن صوت الجرس هو الأعلي دوما ..لذا لأتدق الجرس.
أجراس تدق منذ لحظه مولدك حتي تأتيك المنيه لا تتوقف تتسلل بنعومه مخترقه روحك الحائره في متاهات الكون الشاسع لتصبح أنت نغمه من نغماتها الشاذه .
اجعل دوما طلقات مسدسك للداخل وواحده فقط للخارج .
شق سكون الليل صوت رصاصه لم تخطيء طريقها نحو هذا الجسد الذي سرعان ماسقط علي الأرض يتأوه الما يحاول ان يلتقط أنفاسه الأخيره ولم يبالي بالصرخات التي تعلو بجانبه فقد تعلق بالنجوم في السماء مودعا أياها بأبتسامه شاحبه فقد رحلت أزهار الربيع .
أنشغلت المحققه لويزا في قراءه أحد ملفات الجناه حين رن جرس هاتفها ،رحبت لويزا بزوجها ريتشارد الذي أخبرها أنه سيأتي للعشاء ومعه ضيف فيجب أن تستعد لأستقباله .تململت لويزا وفركت عينيها فهي تشعر بألأرهاق وترغب بألنوم مبكرافقامت لتنفض كسلها متجهه للمطبخ لتعد العشاء مع الخادم .
جلست لويزا علي مائده العشاءمنتظره زوجها وصديقه وعينيها علي الساعه التي كانت في التاسعه تماما ومع اخر دقاتها دق جرس الباب فقالت : لنفسها غير طبيعي هذا الرجل لم يتأخر عن موعده طوال السنين الماضيه، نهضت لأستقبال الضيف عرفها ريتشارد بأنه الطبيب النفسي أدريان رحبت به وجلس الجميع يتناولون العشاء بأستمتاع ورفع ريتشارد كأسه ليشرب نخب زياره الطبيب أدريان ،رفعت لويزا كأسها لشفتيها وهي تختلس النظرات للطبيب دونما يشعر كان فارق العمر جليا بين الطبيب وزوجها فالطبيب يبدو في منتصف الخمسينيات يرتدي عوينات طبيه غزا الشيب شعره فأعطاه الوقار والحكمه شعرت بألالفه لوجوده كأنها رأته من ذي قبل ولكن لا تعلم أين ؟ استمعت لنبرات صوته الهادئه وهو يعبر بكلمات قصيره عن امتنانه بهذا العشاء كان الطبيب أدريان يتأملها فهي طويله ذات قوام ممشوق بيضاء البشره شعرها الاشقر ترفعه لأعلي وعينيها تشع بريق وذكاء .جلس الجميع في البهو وأشعلت لويزا الموسيقي لكي يشعر الجميع بالهدوء والأسترخاء ، الأ أن القلق بدا جليا علي وجه الطبيب ارتشف رشفات متسارعه من قدح القهوه وهو شارد قال دونما أن ينظر الي لويزا . عزيزتي لقد استمتعت بالعشاء ولكن سبب مجيء هنا ليس العشاء وضع قدح القهوه ورمقني بثبات مماجعلني اتوتر هناك امر يحيرني وسيدفعني للجنون انتبهت لويزا اليه جيدا وشجعته علي الاستمرار ، الطبيب منذ حوالي ثلاثه اشهر ونصف الشهر قتل شاب يعاني من مرض نفسي علي يدي احد المرضي النفسيين مما أثار فزعنا فهذا أمر لم يحدث من قبل ولم نستطيع أبلاغ الشرطه للمجيء للتحقيق فسيتطور ألامر وتعلم الصحافه وتشن حملاتها علينا بألاهمال والتقصير لذا تكتمنا علي الامر وقمنا بدفن الشاب علي ايه حال لم يسأل عليه احد منذ مجيئه المشفي لكن مانخشاه هو أن يتكرر الامر فالقاتل مازال طليقا في المشفي وهوسه بالقتل قد بدأ ورغم علمنا بجميع المرضي وطاقم التمريض الااننا فشلنا في التوصل لأي شيء من قتل الشاب ماثيو ؟صمتت لويزا رغم اشتعال رأسها بمئات الأسئله ،لكن أدريان لم يمهلها فقد دخل مباشره في صلب الموضوع قائلا بهدوء وهو يضغط علي حروف كلماته لويزا العزيزه نحتاج الي محقق يقوم بالبحث عن القاتل دون اثارة الشكوك داخل المشفي حتي لايزيد ذلك من عنف القاتل واراقه المزيد من دماء ألأبرياء وايضا حتي لاتعلم الصحافه وتثير ضجه تتسبب في أغلاق المشفي مع العلم ان الجميع في المشفي من أطباء وتمريض وعاملين ومرضي مشتبه فيهم فألجميع قاتل حتي تثبت برائتهم .لويزا : كيف أفعل ذلك فبمجرد دخولي المشفي وبدء التحقيق سيعلم الجميع من اكون !ضحك أدريان قائلا: بالطبع انت لن تدخلي المشفي بصفتك محققه ولكن بصفه مريضه تعاني من مرض تعدد الشخصيات وهوس الكذب حتي لأتثيري شكوك أحد ، التمعت عين لويزا وقالت مبتسمه يالك من داهيه ايها الطبيب ثم انتبهت لما تقوله فأعتذرت ، ولكن ريتشارد هب من مكانه قائلا بعصبيه هذا جنون محال ان اوافق علي هذا الأمر هولاء المرضي فاقدين عقولهم ممكن أن تصابي بالأذي .
ربتت لويزا علي كف زوجها بحنان وحاولت طمأنته فأكمل أدريان كلامه لاتقلق فمدير المشفي الطبيب هنري علي علم بالأمر وقد أرسلت اليه رساله اخبرته فيها بكل شيء هو في مؤتمر خارج البلاد ولكن سيعود بعد ايام كل ماأطلبه من لويزا هو اسبوع سواء نجحت أم فشلت وبالاخير هذا مطلب أنساني لدرء قتل مزيد من الأرواح البريئه صمت ريتشارد وقد بدا انه نادم للغايه علي هذا العشاء ، استعد أدريان للمغادره وأكد علي لويزا أنه سينتظر ردها في الغد .
ظل ريتشارد يرمق لويزا التي ارتسمت علي وجهها علامات التحدي والحماسه صاح ريتشارد احذرك من الخوض في هذا العالم المظلم ، لويزا : لا فارق عندي بين عتاة الأجرام والمجانين فكلاهم يعاني من المرض لذا سأخوض التجربه .. ولكن بعد موافقتك بألطبع ، ريتشارد مستنكرا : لقد وافقتي دون موافقتي حسنا يبدو أنك حسمتي أمرك لكن أحذري فألعالم بغيض مظلم وأنت بمفردك فمن الأفضل الحذر لا تدقي جرس للولوج في عالم أخر فأصحاب الأمراض النفسيه لهم عالمهم الخاص والويل كل الويل لمن يخترق هذا العالم ويزعجهم بحقائق الحياه ومعانتهم فقد رفضت عقولهم تقبل الواقع والحقيقه فقبعتها وحالت دون خروجها نظرا لما عانوه من قسوه البشر فلم يتحملوا فهربت عقولهم لعالم المرض لتخفف وطأه ماتعرضوا أليه فأرتضوا أن يعيشوا جسدا بلأ روح فلا تحاولي أيقاظ الأرواح المتألمه .
توقفت السياره أمام المشفي المحيطه بالأشجار الكثيفه وقد تسيدت الثلوج البيضاء المكان فشعرت ببروده تغزو جسدها وأنقباضه في صدرها وددت في هذه اللحظه المكوث في المنزل تحت الأغطيه وشرب مشروب للتدفئه والاستماع للموسيقي الهادئه ولكن أضغاث أحلام هبطت من السياره وهي تتأمل المشفي ذات الطابع الأثري القديم والأسوار العاليه وكالعاده تسلل الخوف بداخلها عند خوض أي مغامره جديده أو حياه لم تألفها وقفت منتظره الطبيب أدريان وهو يتحدث لحارس البوابه الذي فتح البوابه علي الفور واستعد لأصطحاب لويزا للداخل ودع أدريان لويزا ووعدها بمجيئه للاطمئنان عليها تابعته لويزا وهو ينصرف وودت أن تصرخ وترفض هذه المهمه ولكن لامفر أستسلمت للحارس الذي كان يبتسم وكشفت أبتسامته عن صفين من الأسنان الصفراء وهو يقتادها للداخل لغرفه ما طرقت بابها ودلفت للداخل منتظره الطبيب الذي أنشغل بالحديث في هاتفه تأملت لويزا الغرفه وسرحت في المدفأه بنيرانها المتأججه قبل أن يقطع شرودها الطبيب جورج مرحبا بك لويزا أنا الطبيب جورج المعالج لحالتك ابتسمت لويزا ببرود والتقطت علبه الثقاب واشعلت واحده انا لست بمجنونه زوجي هو من يتهمني بالجنون للاستيلاء علي أموالي زوجي رجل خائن كل يوم مع أمراه ويخسر امواله في لعبه القمار هو يريد التخلص مني حسنا يالويزا انا اعلم جيدا انك امراه عاقله هيا اخبريني من أنت ؟ شردت لويزا قليلا وتناولت علبه الثقاب بعصبيه أنا ليزا عازفه كمان وظلت تجوب الغرفه وهي ترقص علي أنغام الكمان التي تخيلت أنه بيدها والطبيب يراقبهابصمت حتي وقعت علي الأرض ويبدو أنها أفاقت من شرودها فسألها الطبيب والأن اخبريني من انت ؟ تململت لويزا بعصبيه اخبرتك انا لويزاااا ،ضغط الطبيب علي زر بجانبه فجأت سيده مسنه واضح انها رئيسة التمريض اصطحبيها لغرفتها وانت يالويزا اعتبري نفسك في فتره نقاهه ستمكثين معنا قليلا لأراحة أعصابك أبتسمت الممرضه اليزابيث بخبث والطبيب جورج يعرفها علي اليزابيث أنها المسئوله عن كل شيء خاص بالمرضي رمقتها لويزا بفتور ولم تذعن لقصيده الشعر التي يتشدق بها الطبيب عن اليزابيث أهتمت بعلبه الثقاب فمدت يدها والتقطتها ودستها بحقيبتها فالمكان هنا سيدفعها حتما للجنون فلابد من تهدئة أعصابها.سارت مع اليزابيث لغرفتها ،فتحت اليزابيث باب الغرفه فدلفت لويزا التي شعرت بألاكئتاب حين رأت الغرفه فدهان الغرفه ازرق متهالك وسرير بملاءه بيضاء ونافذه عليها اسياخ حديديه الغرفه بمثابه سجن ،قالت اليزابيث بخبث يبدو أن الغرفه لم ترق اليك ،لويزا : بالفعل هي كئيبه وبارده وتفوح منها رائحه المرض ولكن من يبالي فأيامي هنا ليست بالطويله تعد علي الصوابع فلأباس بقليل من المغامره والأثاره ظلت اليزابيث ترمقها وهي تستعد للنوم فقامت بأعطائها جرعه الدواء فتظاهرت لويزا بتناولها وفتحت فمها لاليزابيث التي قالت بسخريه : عزيزتي لويزا أعدك أنك ستجدين ماتبحثين عنه من أثاره ولكن بالنسبه لأيامك التي تعد علي الصوابع فألجميع يظن ذلك ولكن يعتاد الامر بعد ذلك لأن هذا المكان يحمل فقط يافطه للدخول ،غرقت لويزا في سبات عميق ولم تسمع حرفا مما قالته اليزابيث التي اغلقت الباب بالمفتاح وذهبت .
اجراس تدق في السابعه صباحا استيقظ جميع المرضي وهبطوا للأسفل لتناول الأفطار سارت لويزا بين المرضي وهي تتأملهم فهناك الشاب والمسن والمراهق ،لفت نظرها امرأه شابه تحمل عروسه ولم تتوقف عن البكاء وتدق الارض بقدميها بهستيريا مما دفع اليزابيث لصفعها علي وجهها لكي تهدا ولكن لم تفلح فأزدادت شراسه الفتاه ومقاومتها لاليزابيث فأضطرت اليزابيث لاعطائها حقنه مهدئه أخذتها ونامت علي الفور فحملها الممرضين لغرفتها ، حملت لويزا صينيه طعامها واختارت مائده جانبيه لكي تستطيع ان تراقب الجميع ولكن توترت حين رأت شاب يجلس امامها مباشره ويرتدي قناع مرعب علي وجهه تجمدت عينيها علي عيني الشاب وشعرت ببروده تغزو أوصالها ودوار يكتنف رأسهاو صوت من بعيد غاضب كفي ريفز توقف . أفاقت لويزا فجأه فهتف الرجل مرحبا انا بول ، لاتنظري اليه سيدتي فهو يقوم بتنويمك مغناطيسيا استردت لويزا قليلا من وعيها وباعدت عينيها عن الشاب المقنع وهي ترتجف ، اعطائها بول كوب من الماء تناولته وسألت بول ماقصه هذا الشاب ؟بول سأخبرك ولكن انصحك بالأبتعاد عنه . ريفز الطفل الاوسط لشقيقه كبري تكبره بثماني سنوات واخري صغري عامين فقط توفي والده مما جعل الام تبحث عن اخر لينفق عليها هي واطفالها ولكن كان الرجل حقير فقام بأعتداء علي ريفز لفتره طويله واخبر ريفز والدته وشقيقته الكبري ولكن لم يهتموا وفي ليله ممطره بارده استيقظ ريفز ابن التسع سنوات وقام بأرتداء قناع علي وجهه ودلف المطبخ باحثا عن سكين وتوجه لغرفه والدته وزوجها الغارقين في النوم وانهال عليهم بالطعنات وبعدها توجه لغرفه شقيقته الكبري وفعل بالمثل وحين انتهي حمل شقيقته الصغري وجلس بها في الخارج وهو مرتدي القناع والدماء تغطيه وظلت الطفله تبكي حتي سمعها احد الجيران فذهب لهناك ولكن صعق لما راه ابلغ الشرطه التي لم تجد تفسيرا لهذه الجريمه غير انه طفل قاتل مجنون ومن وقتها وريفز هنا لااحد يجرؤ علي الاقتراب او النظر في عينيه او نزع قناعه ومن يفعل ذلك تكتب نهايته فهو يتحول لوحش قاتل وقد حاولت احدي الطبيبات فنحر عنقها علي الفور ، زفرت لويزا بضيق : ياالهي .. الاعتداء الجسدي لم يتحمل مذلته فكره نفسه وتحول لسفاح أخفائه لوجهه هو الهروب من واقعه المرير . وماقصه هذا العملاق ؟ ولماذا كل هذا الوشم فجسده مخيف ، بول: هذا العملاق يعاني من مرض ثنائي القطب يتخيل انها هو الملك الفعلي للارض وان هناك من يطارده ويريد قتله حتي لايحكم العالم وهناك دوما من يهمس في أذنه انهم يريدون قتلك وقام بالفعل بقتل عدد من زملائه في العمل وهو واقع في عشق الفتاه رايتشل ويعتقد انها الملكه التي ستشاركه الحكم ولكن رايتشل تفزع منه وتجلس فقط مع صديقها بوتا الذي يقوم بحمايتها من هذا العملاق ، اما عن قصه المرأه التي كانت تبكي منذ قليل ،ضحكت لويزا لانه قرأ أفكارها . بول : هي مسكينه كان لديها طفل رضيع يبلغ سبعه اشهر وفي يوم ما حدث شجار بينها وبين زوجها فقام بضربها وامسك بالطفل وقام بخنقه أمام عينيه وهي تصرخ وتتوسل اليه لكي يتركه ولكن .. لذا تمسك دوما بعروسه وتقوم بتدليلها عوضا عن طفلها وتعتبر العروسه ابنها والملعونه اليزابيث اخذت منها غطاء طفلها الازرق التي كانت تلفه به مما زاد من انتكاستها وهي تتوسل لاليزابيث بأعطائها اياه ولكن هذه المرأه الملعونه تستمتع بصرخاتها ليس لديها رحمه تجد متعتها في ايلام الاخرين هي تعلم جيدا ان هذا الشال هو مصدر سعاده للمرأه . بالمناسبه اسمها جوليا .لويزا : مسكينه جوليا أصعب شيء في الحياه ان يقتل فلذه كبدك امامك ولا تقدر أن تفعل شيء ولا تجد من يدعمك في هذه الماسأه .
بول ضاحكا : نحن هنا بمثابه فئران تجارب محبوسين في قفص يجرون علينا تجاربهم البشعه ويمارسون علينا عقدهم وأمراضهم النفسيه فلا عالج هنا بل تزيد معاناتنا وحين تتوقف الماكينه عن دفع الاموال نصبح بلا منفعه يكتب علينا الموت لأتاحه الفرصه لشخص اخر مازال ذويه مهتمين بأمره ، تأثرت لويزا بكلامه وعرضت عليه أن يقوما بجوله في الحديقه ، لويزا : بول اري أنك شخص طبيعي ولست بمريض لماذا جئت الي هنا ؟ بول اعاني من رهاب الماء وايضا لم اعد اطيق التعامل مع البشر فنفوسهم مليئه بالحقد انا هنا أمارس هوايتي في الرسم ولم اجد اجمل واصدق من الطبيعه لكي أرسمها فهنا الكل يعرف البعض أما في الخارج الطعنات تاتي اليك من حيث لاتدري ، فجأه دوت صرخات فتاه ما ركضت لويزا مع بول لتجد أن الرجل العملاق انهال بالضرب علي الشاب بوتا واصاب رايتشل الرعب واخذت تصرخ فجاء اربع رجال من التمريض جذبوا الرجل العملاق بعيدا عن بوتا الذي جلس بجانب رايتشل يبكي كالطفل .
بول : مسكين قليلا سيهدا وينسي الامر برمته ،لويزا جلست شارده بجوار بول تتأمل المرضي كل في عالمه الخاص ، أو تعرف شيئا يابول ليس هنا احد مجنون هم من يدفعون للجنون بهذه العقاقير المهدئه التي لأتعالج بل علي العكس تدفعنا لأيذاء أنفسنا المصحه تذكرني بالتجربه السوفيتيه علي النوم في فتره الاربعينيات حيث توصل العلماء الروس ألي أبتكار عقار محفز ومنشط يبقي الشخص مستيقظ لفتره طويله وهذه الفتره أبان الحرب العالميه الثانيه لذا وقع الأختيار علي خمسه أشخاص قبلوا القيام بالتجربه مقابل أطلاق سراحهم كونهم أسري حرب ونصت التجربه أن يظل الاشخاص بدون نوم لمده ثلاثين يوم وتم وضعهم داخل غرفه محصنه بالكامل لايوجد بها الا بضع نوافذ يصعب كسرها وجهزت الغرفه بالميكروفونات لسماع الاسري وطعام لمده ثلاثين يوما أو اكثر وبعض الكتب للتسليه وتمضيه الوقت خلال الاربعه أيام الاولي كل شيء سار طبيعيا وتم تسجيل محادثاتهم بشكل طبيعي في اليوم الخامس بدأت المحادثات تتسم بالطابع الكئيب المظلم فقد تحدثوا عن أشياء مرعبه مروا بها في فترات متباينه من حياتهم وفي الايام التاليه بدأت المحادثات تأخذ الشكل العصبي وتوقفوا عن التحدث لبعضهم البعض او تحدثوا بكلام غير مفهوم وفي اليوم التاسع بدأ أحدهم بالصراخ لمده ثلاث ساعات وهو يجوب الغرفه وبعد ذلك أكتشاف فريق العلماء أن حباله الصوتيه تمزقت والغريب أن الأربعه لم يهتموا بما يفعله بل ظلوا متجمدين في مكانهم وفي اليوم التالي مزق الأسري الكتب وغطوا النوافذ فلم يعد العلماء يرون شيئا أو يسمعوا شيئا ورغم ذلك أستمرت التجربه في اليوم الرابع عشر قرر العلماء دخول الغرفه فطلبوا من الأسري عدم المقاومه ووعدوهم بأطلاق سراحهم ولكن الأسري لم ينصاعوا للكلام واقترب أحدهم من الميكروفون لم نعد نريد أن نكون أحرار وفي اليوم الخامس عشر قرر العلماء تفريغ الغرفه من الغاز المنشط وأن يقتحم الجنود الغرفه فظل الاسري يتوسلون لترك الغاز وظلوا يصرخون وحين اقتحم الجنود الغرفه لاحظوا أن الطعام كما هو وأن اطراف من الاسري أختفت وأجزاء من البطن والرجلين وكانت العظام تبرز من أيديهم وتقشرت جلودهم والقفص الصدري ورئتيهم بارزين وأكتشفوا أن الاسري هم من قاموا بذلك واكتشفوا بقايا لحوم بشريه داخل امعائهم ورفضوا الخروج من الغرفه مرددين أعيدوا الغاز لدرجه أن احد الجنود قد أنتحر فلم يتحمل مارأه وحاول العلماء علاجهم ولكن بلا طائل فقد مات البعض وتخلص العلماء من اخرين رأفه بحالهم فقد أنتابهم الجنون المطلق ، بول : فهم ماتشير اليه لويزا هذه نهايتنا جنون مطلق أو موت برأفه .
لويزا : بول اريد أن اصارحك بشيء أنا لست بمجنونه أنا محققه شرطه في جرائم القتل وجئت هنا لمعرفه من قتل ماثيو اريد مساعدتك لحل القضيه بسرعه وتأملت المكان هذا المكان يخيفني لم أتوقع أنه سيأتي يوما أخاف من امر ما .
وقف بول يراقب المكان للويزا وهي تقتحم الغرف باحثه عن أي دليل لمعرفه القاتل وحين تسللت لغرفه اليزابيث وبحثت في أحد الادراج وجدت الشال الازرق الخاص بطفل جوليا فقررت أن تأخذه وتعطيه لجوليا وخرجت مسرعه ، سألها بول هل وجدت شيئا هزت لويزا رأسها بالنفي كلها ملفات عن المرضي ليس هناك شيء لكن اخرجت الشال وجدت هذا بالتاكيد سيسعد جوليا هيا لنذهب لنعطيها أياه ، كانت جوليا راقده علي الفراش ممسكه بالعروسه وشارده وحين وضعت لويزا الشال امامها ردت اليها روحه فأخذت تحتضنه وتقبله وتتشممه كأنه طفلها ربتت لويزا علي رأسها بحنان قائله :أما الا نغماس في الموت أما الانغماس في الحياه .
وقفت لويزا أمام نافذتها وشعور الأحباط يملأها فقد مر أسبوع ولم تصل لشيء موسيقي كمان حزينه تتسلل لرأسها أغلقت عينيها لقطات لفتاه ما تعزف الكمان برداء أسود صوت الكمان يرتفع والفتاه تبتعد أمسكت لويزا برأسها المتألم وصرخت توقف فتحت عينيها بذهول فقد أختفي صوت الكمان والفتاه ، نظرت من النافذه فوجدت الرجل العملاق أريك في الحديقه يمشي بحذر ويحمل شيئا في يده وهو يلتفت يمينا ويساراقبل أن يختفي في الظلام الدامس ركضت بسرعه فقد قررت ملاحقته ولكن الباب مغلق نزعت دبوس شعرها وحاولت برفق فتح الباب واخيرا ..تك.. أبتسمت لنجاحها وظلت الأبتسامه متجمده علي وجهها فهاهو ريفز الشاب المقنع يقف أمام الباب ويرمقها بعينان خاليتين من الرحمه يبدو أنه كان علي وشك أن يقتحم غرفتها وينحر عنقها أنتظرت ليشهر سكينه في أي لحظه ولكن تحرك بخطوات وئيده وسار مبتعدا التقطت أنفاسها الحبيسه بصعوبه فقد كانت ستموت رعبا سارت بخفه حتي تلحق بالرجل العملاق ولكن صراخ هستيري ينبعث من غرفه جوليا ترددت قليلا للذهاب اليها فحسمت أمرها وسارت نحو غرفه جوليا لتتفأجا باليزابيث قابضه علي الشال الازرق وجوليا راكعه علي الارض تترجاها أن تتركه ولكن نظرات اليزابيث الناريه وقلبها المنزوع منه الرحمه لم يرق مماجعل لويزا تندفع بغضب وتهجم علي اليزابيث وتخطف منها الشال وتعطيه لجوليا التي أحتضنته . لويزا : ياالهي انت شيطانه اتركي الشال لها فهذا مايجعلها أن تعيش وتستمر هو مجرد ذكري تحيي فيها الامل لاتكوني قاسيه، اليزابيث: انا لست بقاسيه زميلتك التي غفلت عن طفلها وتركته بين يدي قاتل وتسببت بموته هي من ستهلك بنيران الجحيم ، لويزا : ليكن ماتقوليه صحيحا صححي انت الخطأ وأعطيها أياه ، ضحكت اليزابيث علي محاولتها المكشوفه وأشارت بأصبعها نحوها
انت من سرقتيه لقد توقعت ذلك ، لويزا بتحدي : نعم أنا من قمت بذلك ، اشارت اليزابيث للممرضين فهجموا علي لويزا وقاموا بأعطائها حقنه مخدره ولويزا تقاومهم ونزعت اليزابيث الشال من جوليا ورمته من النافذه صرخت لويزا بجنون فقد أندفعت جوليا وقفزت وراء الشال ،لم تتحمل لويزا المشهد ففقدت وعيها بعد ذلك .
أستيقظت لويزا في الصباح ولم تتوقف عن البكاء علي جوليا ولكن الطبيب جورج أخبرها أن جوليا علي مايرام مجرد كسور بسيطه وستتعافي وقد أخبره بول بأمر الشال واعطه اليها وقام بمعاقبه اليزابيث علي فعلتها ، تنهدت لويزا وغزت السعاده وجهها فهتف الطبيب جورج : هيا لتغادري الفراش لتتناولين أفطارك وتتنزهين في الحديقه
سارت لويزا مع بول وأخبرته عن أمر اريك العملاق ولكن فجأه قررت السماء أن تمطر فاصيب بول بنوبه رهاب الماء فسقط متشنجا علي الارض وبعد أن اطمئنت عليه لويزا قررت ان تذهب للمكان الذي ذهب اليه اريك وبينما هي تسير هجم عليها الرجل العملاق اريك فوقعت رأسها علي الأ رض مغشيا عليها وحين أفاقت وجدت الشاب بوتا ممددا بجانبها وغارقا في دمائه والطبيب جورج والممرضين حولها ، اطرق جورج برأسه حزينا لماذا قتلتيه يالويزا ؟ لويزا انا ! حمل الممرضين لويزا التي ظلت ساعات تخبرهم ماحدث ولكن بلا طائل فأمر الطبيب جورج بأعطائها جلسه كهرباء لتهدأ وحين أفاقت لويزا اخبرت جورج عن انها محققه شرطه وهي هنا للتحقيق في قتل الشاب ماثيو ومدير المشفي الطبيب هنري يعلم كل شيء عن وجودها وطبيعه مهمتها لم يبدو أن الطبيب جورج مقتنع بشيء وتركها وأنصرف وظلت هي تبكي وفجأه دلف جورج ومعه رجل ما وطلب من لويزا أن تقص عليه مااخبرته به تجدد الامل في قلب لويزا وأخبرته عن الطبيب أدريان ومقتل ماثيو وطلبه لها بالتحقيق في الأمر ، تململ الطبيب هنري حالتها ليست بالخطيره فهي تعاني من أدمان الكذب وتقمص الشخصيات لويزا عزيزتي أنت مريضه وقد تم نقلك الي هنا بعد هروبك من المشفي الاخري لقد أخبرني أدريان عن حالتك ، وانت ايها الطبيب لا تدعها تخدعك لتقم بعملك فقط ولا تستمع اليها أندفعت لويزا نحو هنري كالمجنونه تهاجمه كاذب حقير تخلص الطبيب هنري منها بصعوبه واندفع مغادرا الغرفه بعصبيه ، فقبضت لويزا علي كف جورج مترجيه أياه ان ينصت اليها فهي محققه شرطه ولم تقتل احدا وان يذهب الي هذا العنوان ليتأكد بنفسه وهي لا تعلم مالذي دفع هنري للكذب وفجأه تذكرت شيئا جورج أبحث في غرفه اريك العملاق فهو القاتل وانا علي يقين من وجود أداه الجريمه بغرفته ،اوما جورج برأسه وانصرف وبالفعل أقتحم جورج غرفه العملاق ووجد سكين الجريمه وعليها دماء وقام بتسليمه للشرطه شعر جورج بعدها أن لويزا ليست مريضه فقرر أن يبحث في مكتب هنري وبالفعل وجد شيكات بمبالغ ماليه كبيره من السيد ريتشارد زوج لويزا يتقاضها هنري ولم يضعها في خزينه المشفي وضعها في جيبه وأنصرف وقرر أن يذهب لمنزل لويزا في الصباح .
ذهب جورج لمنزل لويزا فتح له أحد الخدم فسأل عن السيد ريتشارد فأخبره الخادم بسفره ولكنه سيعود في الليل أو ربما غدا ، فأستاذن جورج بكوب من الماء ذهب الخادم لا حضاره فأنتهز جورج الفرصه وتسلل لداخل الفيلا ، فرأي صوره كبيره للويزا مع زوجها ريتشارد وهي ترتدي ثوب زفاف وصوره أخري وهي مرتديه زي الشرطه . بحث في احد المكاتب فوجد جواز سفر لويزا ومهنتها محققه شرطه دسه في جيبه وانصرف مسرعا قبلما يكتشف الخادم أمره .
دلف جورج لغرفه لويزا فوجد بول جالسا بجانبها فجذب مقعد وأبتسم لها قائلا : لم أكن أعلم أنك محققه بارعه لهذه الدرجه بالفعل قد قام العملاق اريك بقتل ماثيو وبوتا لغيرته الشديده من صداقتهم مع رايتشل فقد كان مولعا بالفتاه
وهي لاتراه بسبب أنشغالها بماثيو وبوتا هذا ماظنه احمق مجنون مما دفعه للتخلص منهما املا في أن تغرم به . أبتسمت لويزا رغما عنها فقد فقدت الأمل في أن يصدقها احد فأستطرد جورج في الكلام والامر الاخر هو أنني ذهبت لمنزلك ، لويزا : هل قابلت ريتشارد ؟ جورج : لا ولكن وجدت ما يؤكد أنك محققه شرطه وجودك هنا خطأ ولكن لا اعلم ماالذي جعل الطبيب هنري يفعل ذلك ؟ ويتهمك بالجنون ، لويزا : لا اعلم ولكن بعد أن تأكدت دعني أذهب لمنزلي
جورج : ليس الامر ببساطه هكذا يجب علي الطبيب هنري ان يوقع تصريح خروجك من هنا ، اعتلت الخيبه وجه لويزا ، وبرقت عين جورج ببريق غامض وهو يقول في هدوء سأطالب بعقد أجتماع لفضح أمر الطبيب هنري وستخرجين لا تقلقي فجميع الادله التي معي تصب في صالحك. شكرته لويزا وأخذت تقفز من فرط السعاده
بعد حوالي يومين عقد اجتماع في المشفي ضم جميع أفرداها وجلست لويزا بجانب جورج وأخذ جورج يتحدث عن ماوجده في مكتب هنري من شيكات ماليه ضخمه يتقاضاها من ريتشارد زوج لويزا وأخرج جواز السفر ليثبت أن لويزا محققه شرطه ولا تعاني من ايه أمراض كما يزعم الطبيب هنري وزوجها مشارك معه في هذه الجريمه للتخلص من لويزا . دافع هنري عن نفسه هو بالفعل أخذ هذه المبالغ وكان ينوي وضعها في خزانه المشفي وأن لويزا بالفعل مريضه وهو لايقبل اتهامه أو اهانته بهذه الطريقه وأنه سيقدم أستقالته ، وفجاه انفتح الباب ودخل الطبيب أدريان وريتشارد
تحدث أدريان : معذره لدخولي بهذه الطريقه فحين أخبرني هنري جئت مسرعا