السبت 23 نوفمبر 2024 09:59 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

د.كمال يونس يكتب: الموقف

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

صرخ ريس موقف السيارات فيمن حوله : لن نسمح بأي تكدس للسيارات ،وأي عربة موديلها قديم ،وأي سائق مرت عليه فترة لم يعمل فيها يلزم بيته ، وقع الخبر كالصاعقة على قدامي السائقين الذين أسسوا الموقف قبل أن يعمل معهم، وقد كان حاملا لحقيبة رئيس الموقف السابق الذي غافله وخدع الجميع كي ينصبونه رئيسا لهم ، وقد ضم لحاشيته أتباعا اختارهم بعناية ، يسند إليهم معظم الأعمال وطلبيات النقل ،معلنا أن ليس له دخل في هذا ،والأمر كله عرض وطلب ، وضم إليهم آخرين إرضاء للتجار فباتوا غرباء في الموقف ، تضخمت ثروته، وافتقروا ولم يستطيعوا تجديد سياراتهم ،وها قد هددهم بالطرد ، مع كل تلك المعاناة تذمروا بينهم وبين أنفسهم ،لم يك في استطاعتهم البوح بما في أنفسهم لبعضهم البعض حتى خشية وشاية بعضهم بالبعض قربانا وتزلفا ، كانوا مجموعة من الفقاعات العجرة مشلولي الإرادة فرض عليهم الذلة والمسكنة استخف بهم فأسلموا قيادهم له كالبهائم بعضهم آثر السلامة واعتزل ، ولم يك عجيبا ولاغريبا أن يطوف كبارهم يستجدون السائقين من شلة الريس،وأما الآخرون فقد عملوا في مهن آخرى ، وخلا الموقف للريس ومحاسيبه ، والمبعدون يرقبون أمر الله فيهم ،متمنين أن تدور بهم الدوائر .