الكاتب الكبير وجيه الصقار يكتب : أزمة ضمير ..فى الصحة !
الجارديان المصريةابتكر العاملون بوحدة صحية فى السنطة غربية، وسيلة لإثبات حضورهم وعملهم، باصطناع بصمات لكل منهم بمادة السيليكون لتخدع جهاز البصمة، وإثبات تواجدهم في العمل، بينما هم فى عمل آخر، ويحتسب لهم راتب دون عمل طوال شهور أو سنين، فى غفلة من الضمير والرقابة، وهذه أزمة كبيرة ترتبط بسرقة أموال الدولة واستحلال المال الحرام، فضلا عن غياب الجانب الإنسانى المرتبط بمهنة الطبيب المنقذ لحياة المريض، خاصة فى الطوارئ، فلايجد طبيبا أو علاجا .اكتشفت لجنة المتابعة بالمديرية بالمصادفة تلك الواقعة لتجد كرتونة بصمات أصابع للعاملين من السيليكون, بتولاها عامل بالوحدة، واكتفت الوزارة بنقلهم وإحالتهم للتحقيق مع ثبوت جريمة التزوير وسرقة أموال الدولة، وأرى ألايكون العقاب بالنقل دون إبلاغ عن سرقتهم للمال العام، والإخلال بأمانة الوظيفة. وبرغم استحالة أن تكون تلك حالة منفردة، وهى صورة من الهروب واللامبالاة وموت للضمير ،وظاهرة من كثير من أطباء الحكومة واتعجب من معالجة جريمة متكاملة الأركان من إخلال بالأمانة وسرقة للمال العام وكان الأولى إحالتهم للنيابة، مهما كانت حججهم لأنها مهنة إنسانية، فتجد أن معظم زيارات مسئول أو محافظ، تنتهى بتحويل كل العاملين للتحقيق لغياب الأطباء، وتنتهى بخصم أيام من رواتبهم، ولن يغيرهم العقاب، ليصرفوا كل وقتهم للعمل بعيادات خاصة، وهى نفس المشكلة التى تدفع الخريجين للهرب.. وسجل المهاجرون منهم فى السنوات الأخيرة نحو 15 ألف طبيب، مضطرين لمهنة لا توفر حدا أدنى للمعيشة، يتواكب ذلك مع موافقة الحكومة أمس على اعتماد 4 كليات طب جديدة بجامعات خاصة، بعد اعتماد السنة التأسيسية لمن لم يحصل على مجموع الطب لنفاجأ بأن ذوى القدرات العلمية الأقل ربما 60% يصبحون أطباء، وندخل جدلية زيادة الوفيات لأن كل إنسان له قدراته العقلية والذكائية حتى أصبحت المهنة تجارة فى تجارة، فضلا عن قرار تخفيض سنوات الدراسة بالطب وتوجيه الطلاب لاستكمال دراستهم تدريبا بالمستشفيات لحل مشكلة نقص الأطباء..وهى نفس مشكلة المعلمين المطحونين يتحايلون أيضا فى الهروب للدروس فى وقت الدراسة مما دمر التربية والأخلاق. مصر تحتاج تصحيح الأوضاع للنهوض بالصحة والتعليم باعتماد رواتب مجزية .