الجمعة 15 نوفمبر 2024 11:51 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حكايات مصيرية

الكاتب الصحفي ـ الحسيني عبد الله يكتب. ترامب وإسرائيل

الكاتب الكبير الحسيني عبدالله
الكاتب الكبير الحسيني عبدالله

في 6 ديسمبر 2017 اعترف الرئيس الأمريكي ترامب أثناء ولايته الأولى رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذكر أن السفارة الأمريكية سيتم
نقلها من تل أبيب إلى القدس. وقد شكّل هذا تحوّلًا بعيدًا عن ما يقرب من سبعة عقود من الحياد الأمريكي في هذا الشأن.
وها هو ترامب يعود من جديد إلى البيت الأبيض في يناير المقبل ٢٠٢٥ بعد إعادة انتخابه ليكون الرئيس ٤٧ في تاريخ أمريكا
والملفت للنظر إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أعلن عن تعيين من سيكون معه خلال ولايته القادمة.،فقد أعلن عن تعيين ستيفن ويتكوف، صديقه الشخصي من عالم العقارات في نيويورك والمتبرع الكبير منذ فترة طويلة، كمبعوث لإدارته المقبلة إلى الشرق الأوسط.
وقال ترامب في بيان الإعلان عن التعيين: “يسرني أن أعلن عن تعييني ستيفن سي. ويتكوف كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط. ستيف قائد يحظى باحترام كبير في مجال الأعمال والعمل الخيري، وقد جعل كل مشروع ومجتمع انخرط فيه أقوى وأكثر ازدهاراً. سيكون ستيف صوتًا ثابتًا للسلام، وسنجعله مصدر فخر لنا جميعاً.”
يأتي تعيين ويتكوف، وهو يهودي، رغم عدم امتلاكه خبرة في الدبلوماسية. وجاء هذا الخبر بعد ترشيح مايك هاكابي، حليف قديم لحركة المستوطنين الإسرائيليين، كسفير الولايات المتحدة القادم في إسرائيل.
ويعرف مايك هوكابي الذي تم تعينه سفيرا امريكيا لدى إسرائيل بأنه من اليمين المسيحي الإنجيلي في الولايات المتحدة، ويعرف نفسه بأنه مؤيد كبير لإسرائيل.
وقال هوكابي سابقا " يهودا والسامرة أي الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل وعلى الجميع أن يفهموا ذلك
إليز ستيفانيك
واختار ترامب إليز ستيفانيك، وهي نائبة عن ولاية نيويورك تبلغ الـ40 من العمر، لتولي منصب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، والتي لا تقل في دعمها عن اختياره السابق.
وبرز اسمها بعد دفاعها الشرس عن ترامب خلال أول مسعى لعزله عام 2019، ومن ثم رفضت المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها جو بايدن عام 2020.
وفي ديسمبر 2023، انتشرت لها بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات وهي تطرح أسئلة بشكل متوتر جدا على كلودين جاي، رئيسة جامعة هارفرد، بشأن شعارات مؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعة، وفي وقت لاحق استقالت جاي، وفي منتصف أكتوبر الماضي اتهمت إليز ستيفانيك في الأمم المتحدة بأنها «غارقة في معاداة السامية».
اختار دونالد ترامب ماركو روبيو، ليكون وزيرا للخارجية مما يدفع الحكومة الناشئة في اتجاه متشدد ومؤيد لإسرائيل، بحسب ما نقله موقع «تايمز أوف إسرائيل».
في عام 2016، انتقد روبيو المرشح آنذاك ترامب لتعهده بالحياد في التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
كما اتهم روبيو، جو بايدن، الرئيس الأمريكي بعدم تقديم الدعم الكافي لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة ولبنان، قائلا:«إن إدارة بايدن تعمل على منع الرد الإسرائيلي لأنها لا تزال تلبي احتياجات قاعدتها المعادية لإسرائيل والمعادية للسامية».
وقد لقى اختيار ترامب لمستثمر العقارات اليهودي والمتبرع لحملته الانتخابية ستيف ويتكوف ليكون مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط . ارتياح كبير لدي دوائر صناع القرار في تل أبيب بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، فإن الرئيس الأمريكي المنتخب، قال في بيان، بصفته مانحًا مؤيدًا لإسرائيل وجامعًا للتبرعات لحملة ترامب الرئاسية، إن ويتكوف هو «صوت لا يعرف الكلل من أجل السلام».
في مقابلة مع «The Bulwark» في مايو،، أوضح ويتكوف أنه حصل على «تبرعات مكونة من 6 و7 أرقام» لحملة ترامب من مانحين يهود بعد إعلان بايدن أنه سيوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.
في يوليو، حضر ويتكوف خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس، وقال لشبكة«فوكس نيوز» إن الخطاب «كان قويا وكان من الملحمي أن أكون في تلك الغرفة»، مضيفا: «لقد شعرت بالروحانية».
أما عن باقي المشهد في منطقة الشرق الأوسط فإن الرئيس الأمريكي يعرف جيد المنطقه
ومن المؤكد ان السياسة الخارجية الأمريكية قد وضعت خطط أكثر وقعية بعدما لعب العرب المقيمين في أمريكا دور مهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بمنح ترامب أصواتهم وبرجع ذلك إلى أن الشرق الأوسط حاضرٌ بقوة في منزل الرئيس ترامب، فزوج ابنته الصغرى {تيفاني} هو شاب أمريكي من أصل لبناني.
بل والد هذا الزوج الدكتور {مسعد بولس} أثبت نفسه بجدارة خلال حملة ترامب الانتخابية حين تولى حقيبة العلاقات العربية، وكان سبب لدعم العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان لترامب، وقد نسق اللقاء التاريخي بين ترامب و قادة المجتمع الإسلامي هناك، وعليه فإن ترامب يعايش أحداث الشرق الأوسط ساعة بساعة. والحقيقة التي يجب ذكرها ان ترامب يعرف قدر الدول المحورية في المنطقة وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات فهو يعلم أهمية دور هذة الدول الثلاثة في المنطقة
من المؤكد أن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين وإيران وأذرعها في لبنان واليمن وسوريا سيكون حاضراً على طاولة ترامب منذ ساعاته الأولى في البيت الأبيض ، وهذا الأمر ليس بسر، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع لإرسال وزيره للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر من أجل لقاء ترامب في فلوريدا، ومعرفة ما يريد من إسرائيل إنهاءه أو إبقاءه قبل يوم التنصيب المرتقب بداية العام القادم.