شحاته زكريا يكتب : قمة الرياض .. بين التصريحات القوية والحاجة إلى الفعل

جاءت قمة الرياض كرسالة صريحة ضد ممارسات إسرائيل في المنطقة ، ورفعت فيها الدول العربية والإسلامية صوتها بتصريحات حازمة حول العدوان الإسرائيلي وأثره المدمر، ليس فقط على الشعب الفلسطيني بل على المنطقة ككل. التصريحات التي قدمها قادة العالم الإسلامي تميزت بنبرة حادة وجادة تنادي بإيقاف العدوان وتدعو إلى اتخاذ خطوات حقيقية لحماية الشعب الفلسطيني ومساندة الدول المتضررة كلبنان.

أبرز هذه التصريحات كانت من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، الذي أوضح بجلاء رفض مصر القاطع لأي مساعٍ تهدف لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير السكان ، مؤكدًا على أن الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وبالتوازي ، جاءت كلمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتجدد التزام السعودية برفض الاعتداءات الإسرائيلية، مع المطالبة بعضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة وتأكيد التضامن مع لبنان في وجه التهديدات الإسرائيلية.

ولعل الجانب الأكثر إثارة هو تطرق القادة للبحث في كيفية كبح جماح إسرائيل وردعها عن الممارسات العدوانية التي أضرت بلبنان وقطاع غزة وسط دعوات من الرئيس التركي أردوغان لعزل إسرائيل دوليا إذا لم توقف عدوانها. ومما يُلفت النظر أيضا دعوة الملك عبدالله الثاني إلى توفير ممرات إنسانية لغزة وإنهاء الحصار المفروض، مطالبا بتحرك جاد وملموس ينهي مأساة الشعب الفلسطيني.

غير أن السؤال الأبرز هنا هو: كيف يمكن للدول العربية والإسلامية أن تحول هذه الكلمات القوية إلى أفعال تحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع؟ فالواقع يؤكد أن التصريحات وحدها لا تكفي. القوة الحقيقية تكمن في اتخاذ خطوات عملية ، وفرض سياسات مشتركة تتجاوز مجرد الخطابات إلى استخدام أدوات ضغط فعلية تتماشى مع تطلعات الشعوب في المنطقة.

من الضروري أن ترتكز هذه التحركات على خطط مدروسة تستثمر في الثقل السياسي والاقتصادي للدول الإسلامية وتخلق إطارا للتنسيق المتواصل بهدف توحيد المواقف وصياغة استراتيجية متكاملة تكفل وقف العدوان واستعادة الحقوق. قمة الرياض كانت بداية والتحدي القادم هو الحفاظ على وحدة الموقف العربي والإسلامي وتطويره ليصبح قوة حقيقية قادرة على التأثير في المعادلة الدولية.