الخميس 26 ديسمبر 2024 09:08 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب..(الصين - الولايات المتحدة) أين نحن من هذا الصراع ؟

الكاتب الكبير رزق جهادى
الكاتب الكبير رزق جهادى

مع تقارب القوى الإقتصادية العالمية بين كل من الدولتان وإحتدام السباق العسكرى والتكنولوجي بينهما كقوى عظمى تتحكم في مصائر بعض الصراعات الدولية ، يثور فى الأفق تساؤل أين نحن من هذا الصراع ؟ والمقصود بنحن هنا ليس فقط جمهورية مصر العربية وإنما أيضاً المنطقة العربية بالكامل .
وقبل الإجابة على هذا التساؤل علينا أن نحلل طبيعة العلاقة الصينية الأمريكية ونطاق الصراع والتنافس ومناطق النفوذ السياسي لكل منهما بالمنطقة العربية :-
أولا :- الولايات المتحدة الأمريكية :-
هناك منطقتان بالشرق الأوسط تمارس من خلالهما الولايات المتحدة الأمريكية نفوذها بالشرق الأوسط :-
١- منطقة الخليج العربي بالكامل فمهما حاول البعض إنكار تلك الحقيقة أو حتى التقليل من حقيقة ذلك النفوذ ، فالولايات المتحدة الأمريكية كما تدعي لها الفضل الأكبر في تواجد معظم الأنظمة الحاكمة هناك ، فقد قالها ترامب بأحد لقاءاته الإنتخابية متخذا من المملكة العربية السعودية نموذجا أن لولا تواجد قواتنا لما كانت المملكة صامدة حتى الآن وعلى المملكة أن تدفع لنا مقابل الحماية ، ورغم قساوة تلك التصريحات إلا أنها حقيقة فمنطقة الخليج بالفعل محتلة بفعل تواجد تلك القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة هناك فإذا كان الغرض المعلن هو الحماية إلا أن هذه الحماية قد تتحول إلى إحتلال عسكرياً في لحظة حال إختلاف المصالح بين الأشقاء العرب والولايات المتحدة الأمريكية .
٢- مناطق محور الكيان الإسرائيلي وتشمل كل من دولة فلسطين وسوريا ولبنان ، وقد يستغرب البعض لماذا ذكرت سوريا ولبنان فمن المعروف أن التواجد الإسرائيلي مقتصرا على فلسطين فقط ، فلماذا ذكرت إذن كل من سوريا ولبنان ، ذلك لأن كلا الدولتان تمثل المشروع التوسعى الإسرائيلي الشمالي المصدق عليه من الولايات المتحدة الأمريكية ، خاصة بعد فشل المشروع التوسعى الإسرائيلي نحو الجنوب بفضل ثبات القيادة السياسية المصرية على موقفها ووضعها الخطوط الحمراء التى وإن تم تجاوزها سوف تشعل المنطقة بحرب لن يستطيع أحدا أن يتدارك عواقبها .
ثانياً :- الصين الشعبية :-
إن للصين سياسة خارجية مختلفة تماماً عن الولايات المتحدة تقوم على المشاركة وتبادل المصالح بينها وبين الدول العربية فهى ليست بحاجة إلى الإحتلال العسكري للدولة و إنما يكفيها سيطرتها الإقتصادية على الأسواق الناشئة من خلال إغراق تلك الدول بالمنتجات الصينية عالية الجودة منخفضة التكلفة بحيث لا تستطيع المنتجات المحلية للدول العربية منافستها بشتى الطرق سواء من حيث الجودة أو السعر .
فى النهاية :-
إن المنطقة العربية مفعولاً بها وليست فاعلاً فى ذلك الصراع الدائر بين كلا الدولتان ، وإن تخلل ذلك الوضع بعض التحديات من بعض الدول العربية سواء عن طريق منظمة الأوبك أو بالدخول فى تكتل البريكس .