شحاته زكريا يكتب : كوب 29 .. صراع المناخ بين التحديات والطموحات
الجارديان المصريةبينما اجتمع العالم في باكو لمناقشة قضايا المناخ في مؤتمر *كوب 29* ، برزت التحديات أكثر وضوحا من الحلول. النقاشات المستمرة لأكثر من ربع قرن حول مكافحة التغير المناخي تعاني من التباينات العميقة بين الدول مما يجعل تحقيق توافق حقيقي أمرا بالغ الصعوبة. تأتي هذه الدورة في ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ، وهو الذي سبق أن قاد الولايات المتحدة للانسحاب من اتفاقية باريس معتبرا أن الطاقة المستدامة تُضعف الاقتصاد الأمريكي وتقلص فرص العمل.
اليوم تعيد هذه العودة تشكيل المشهد المناخي العالمي ليس فقط عبر إضعاف نفوذ الوفد الأمريكي بل أيضا من خلال تحفيز دول أخرى لإعادة النظر في التزاماتها المناخية، مثل الأرجنتين. هذه الانقسامات تضيف إلى الأزمات المزمنة التي تواجه مؤتمرات المناخ ، وعلى رأسها التمويل الضخم اللازم لتحول الطاقة ، حيث تتعثر المحادثات حول تعريف "الدول الغنية" المسؤولة عن تقديم الدعم المالي.
وبينما تتجه الأنظار إلى الوعود المالية المقدمة من بنوك التنمية متعددة الأطراف ، والتي تُقدّر بمليارات الدولارات، تظل هذه الأرقام بعيدة عن تلبية الطموحات المعلنة لتحقيق تحول جذري في الطاقة. يبدو العالم اليوم مضطرا لاعتماد نموذج "تهجين الطاقة"، الذي يجمع بين الطاقات التقليدية والمتجددة كخيار عملي في ظل التحديات الراهنة.
من الواضح أن مشروع تحول الطاقة المستدامة يواجه صعوبات تتجاوز العقبات التقنية إلى التحديات السياسية والمالية. ومع استمرار تصاعد درجات الحرارة إلى مستويات قياسية بات واضحا أن الوصول إلى أهداف مناخية حقيقية يتطلب توافقا دوليا يتجاوز المصالح الضيقة وهو ما لا يبدو قريب المنال. مؤتمر كوب 29 يعكس صراعا مستمرا بين الطموحات البيئية والإمكانات المتاحة ، لتظل الحلول الجذرية مؤجلة بينما يتباطأ العالم في مواجهة أزمة وجودية.