الأربعاء 5 فبراير 2025 09:43 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودى يكتب: النتن ياهو وعصابة الأربعين حرامي...الوجه الخفي لتدمير العالم وخنق مصر

الكاتب الكبير حسين السمنودى
الكاتب الكبير حسين السمنودى

في عالم تديره المؤامرات، ويُحكم بالمصالح، يتصدر بنيامين نتنياهو المشهد كزعيم لعصابة دولية هدفها زعزعة استقرار العالم، وبالأخص خنق مصر، الدولة التي ظلت عصية على كل المؤامرات. تحت شعارات براقة مثل "السلام" و"الأمن القومي"، يخفي نتنياهو ودائرته من زعماء الغرب مخططات جهنمية تجر البشرية إلى حروب لا تنتهي، وتخنق شعوبًا بأكملها لتحقيق أهدافهم التوسعية.

الحروب كأداة للسيطرة

منذ صعوده إلى المشهد السياسي، تبنى نتنياهو سياسة إشعال الأزمات بدلاً من حلها. أينما وقعت عيناه، تجد حروبًا تندلع أو مؤامرات تُحاك. في الشرق الأوسط، كانت يده وراء تصعيد الصراعات الطائفية، وضرب استقرار دول كالعراق وسوريا ولبنان، وكل ذلك لضمان تفتيت المنطقة إلى دويلات صغيرة متناحرة، تبقى إسرائيل القوة الكبرى الوحيدة.

لم يتوقف الأمر عند حدود المنطقة العربية. بل عمل مع حلفائه في الغرب على تصدير الأزمات إلى أوروبا وآسيا وإفريقيا. النزاعات في أوكرانيا، الصراعات في إفريقيا، وتفاقم أزمات اللاجئين، كلها نتائج مباشرة أو غير مباشرة لمخططات هذه العصابة. الهدف هنا واضح: تحويل العالم إلى ساحة فوضى كبيرة، بحيث تبقى يد إسرائيل ومن ورائها القوى الكبرى هي الأقوى دائمًا.

مصر في مرمى المؤامرات

مصر، الدولة صاحبة التاريخ والحضارة، كانت دائمًا حجر العثرة أمام مشاريع الهيمنة الإسرائيلية. فمنذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، لم تتوقف محاولات إسرائيل لتطويق مصر. نتنياهو يرى في استقرار مصر تهديدًا وجوديًا، لذلك يحرص دائمًا على استنزافها بشتى الطرق.

إحدى أدواته الرئيسية كانت التلاعب بمياه النيل. دعم إسرائيل لإثيوبيا في بناء سد النهضة ليس سرًا. من خلال هذا المشروع، تحاول إسرائيل خلق أزمة وجودية لمصر، دولة تعتمد على نهر النيل في حياتها اليومية. بالإضافة إلى ذلك، تلعب إسرائيل دورًا خفيًا في تمويل الإرهاب في سيناء، لتبقي الجيش المصري مشغولًا داخليًا، بعيدًا عن لعب دوره الإقليمي.

عصابة الأربعين حرامي

نتنياهو ليس وحيدًا في هذه المؤامرات. خلفه تقف شبكة من رؤساء وزعماء العالم الغربي، الذين يستخدمون نفس الأدوات لتدمير الدول والشعوب. التحالف الأمريكي-الإسرائيلي نموذج واضح لهذه العلاقة. دعم غير محدود بالمال والسلاح، وتواطؤ دولي لتمرير مخططاتهم، يجعل العالم بأسره رهينة لهذه العصابة.

في أوروبا، تسير دول كفرنسا وبريطانيا على نفس النهج، مستغلة الحروب لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية. بيع الأسلحة، وفرض العقوبات، ونهب ثروات الشعوب تحت غطاء الاستثمارات، كلها سياسات متكاملة تديرها هذه العصابة.

خنق مصر لتدمير العالم

لم تكن مؤامرات إسرائيل ضد مصر بمعزل عن خططها الأكبر لتدمير العالم. فمصر تمثل مفتاح الاستقرار في المنطقة. إذا ضعفت مصر، انتشرت الفوضى في الشرق الأوسط، مما يعطي إسرائيل فرصة لتعزيز هيمنتها. بالإضافة إلى ذلك، فإن خنق مصر يهدف إلى منعها من لعب دورها القيادي، سواء في القضية الفلسطينية أو في دعم الدول الإفريقية أو حتى في مواجهة الإرهاب الدولي.

الاستراتيجية تعتمد على إشغال مصر داخليًا، سواء من خلال الأزمات الاقتصادية، أو الضغط الدبلوماسي، أو حتى التحريض الإعلامي. الهدف هو إنهاك مصر ومنعها من التصدي للمشاريع الإسرائيلية التي تهدد الأمن القومي العربي والإفريقي.

العالم بين الخنوع والمواجهة

رغم وضوح هذه المخططات، إلا أن العالم يواجه تحديًا كبيرًا في مواجهتها. نتنياهو وأعوانه يديرون اللعبة بحنكة، مستغلين ضعف بعض الدول وخوف أخرى. لكن مصر، رغم كل الضغوط، تظل صامدة. وعي شعبها وحنكة قيادتها جعلها قادرة على مواجهة هذه التحديات بشجاعة.

ومع ذلك، فإن استمرار صمت المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم يعني أن العالم سيظل رهينة لهذه العصابة. ما لم تتكاتف الدول الحرة وتواجه هذه المؤامرات، فإن الحروب ستزداد اشتعالًا، والدمار سيطال الجميع.

نتنياهو وعصابته ليسوا مجرد تهديد لدولة أو منطقة بعينها، بل هم الخطر الأكبر على الإنسانية جمعاء. الفوضى التي يصدرونها لن تتوقف عند حدود الشرق الأوسط، بل ستنتقل إلى كل زاوية من زوايا العالم. السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن إيقاف هذا الجنون قبل فوات الأوان؟ أم أن العالم سيبقى تحت رحمة عصابة الأربعين حرامي؟