الأربعاء 4 ديسمبر 2024 09:01 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : إنه ترامب..... مجنون إسرائيل

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

نقمة علي العرب ونعمة لإسرائيل ، حيث أنه وفي بجاحة ووقاحة وصفاقة منقطعة النظير هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيجعل من منطقة الشرق الأوسط جحيما لا مثيل له إن لم يتم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة ، جاء تهديده ووعيده هذا في سياق ما دونه أمس الإثنين علي منصته "تروث سوشل" وقبل أن يتقلد منصبه رسميا في يناير المقبل وأكبر الظن أنه يفعل ذلك عن قناعة وثقة بأن لا أحد من زعماء البلاد العربية سوف يجرؤ علي معاتبته أو معاقبته بأي شكل وحتى لو بالكلام ، وغالباً تصريحاته العنصرية والمتحيزة لإسرائيل هي عربون محبة لما يحمله لها من تخطيطات وترتيبات تصب في مصلحتها، علي حساب البلاد العربية.
لم يأتي في ذهن ترامب وهو يكتب هذا الكلام مهددا بحرق وتدمير المنطقة من أجل عدد من الإسرائيليين محجوزين لدي حماس في مقابل عشرات الآلاف من القتلي من شعب غزة معظمهم من الأطفال والشيوخ والمرضى ناهيك عن التدمير والخراب والتهجير الذي تمارسه إسرائيل حتي الآن في أهل فلسطين ؟، هل تصريحات وكلام ترامب هذا سوف يجعل بعض من الزعماء العرب ممن وضعوا آمالهم وثقتهم فيه واستبشروا خيرا من فوزه بالرئاسة ؟ ام سوف يعملون عقولهم ويتعلمون كما يقول العامة أن الحدأة لا تلقي كتاكيت مجاناً وان علي العرب أن يعتمدون على أنفسهم بالتعاون والتكاتف والإخلاص لبعضهم في سبيل الاكتفاء الذاتي عن غيرهم والدفاع عن أهل فلسطين مستخدمين كل ما وهبهم الله من فضله في سبيل تحقيق مصالحهم الداخلية والقومية.


لسان حال الشعوب العربية يحمل أمرا للسيد ترامب بمقولة مستوحاة من شعر أمير الشعراء أحمد شوقي في مجنون ليلى ، مع الفارق أن ترامب ليس مجنوناً بحب العرب وانما يبدو من أفعاله وكلامه أنه مجنون إسرائيل ، و في المقابل عاشق لأموال ونفط العرب يهدد ويبتز ويتوعد ويستغل وينتهز ويتحين الفرصة للهبش والهبر في بلطجة لا مثيل لها علي مدار رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين، لكن نقولها نحن شعوب العرب لترامب كما قال المهدي والد ليلي لقيس، مع بعض التعديلات التي تتماشى مع عقلية وتفكير ترامب البراجماتي المنفعي والاستغلالي:
امض ترامب....جئت تطلب ذهباً وأموالاً... أم جئت تشعل المنطقة ناراً.... فاذهب ولا تطأ بعد العشية لنا دارا.... ولسوف نعتمد على الله وعلى أنفسنا في سبيل التحرر من أوهام ووعود جنة أبناء العم سام.