المخرج محمد شافعي يكتب : الحكاية طويلة لمسرح من أهم مسارح العالم العربى ومصر
الجارديان المصرية#حكاية المسرح العائم ، له ذكريات لدى كل فنان فى مصر والوطن العربى .
كان هناك مسرح اسمه المسرح العائم ، منذ الخمسينات ، كان عبارة عن عوامة تجوب محافظات مصر كلها لتقدم كل أنواع الفنون ترسى على شواطئ كل محافظة لتقدم كل أنواع الفنون للترفيه عن أبناء كل محافظة ، وكانت عبارة عن صندل يسوقه عم هاشم ، وبعد الجولة ترسى على شاطئ النيل بجوار كوبري الجامعة أمام مسجد صلاح الدين ، ومع قدوم اللواء الوزير ثروت عكاشة أمر بتثبيت المسرح ، وأطلق عليه فى البداية المسرح العائم ، وكان ذلك عام 1960 م ، ونقل العوامة أو الصندل إلى الثقافة الجماهيرية فى شارع البحر الأعظم بالجيزة ، أمام قسم الجيزة .
كان المسرح صيفى ، ولا يعمل سوى فى الصيف فقط ، وكان كراسيه من الفيبر والحديد ، وكانت الحديقة ملتقى كل فنانين مسرح العظام ، عادل إمام ، وسعيد صالح والدكتور أحمد زكى أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، وكان له مكتب دائم بالمسرح بصفته ممثلا لمصر فى الهيئة الدولية للمسرح ، وكان المكتب به خط تليفون دولى ، وهو المكتب الذى تحول إلى مكتب مدير الشئون المالية والإدارية فيما بعد ، والمكتب الاخر لمدير دار العرض وكان رواد المديرين أمثال يحيى سليط وبدر شديد ومحمد شوقى ، وأخرين .
وفى عيد الفن تم تكريم فاطمة رشدى واطلق عليه اسمها ، ليصبح أسمه مسرح فاطمة رشدى العائم سابق
وكانت الحديقة ملتقى لكل فنانين وصحفيين ومطربين مصر والوطن العربي ، وكانت فرقة المسرح الكوميدى هى المسئولة عن تجهيز موسميا لتقديم العروض الصيفية به .
فقد شهدت الحديقة امجاد نعمان عاشور وسعد أردش وكمال ياسين والسيد راضى وفؤاد المهندس وثريا حلمى وفيفى عبده ونوال أبو الفتوح وهياتم وتهانى راشد وسماح أنور وهالة صدقى وجميع اجيال زمن الفن الجميل .
كان السيد راضى يقدم لمسرح الطفل فى التليفزيون مسرحيات تحت رعاية السيدة الأولى سوزان مبارك مثل الأمير الصغير ومصنع الشيكولاته ، وطلب منها انشاء مسرح صغير لتقديم عروض الأطفال عليه ، حيث كان مسرح متربول مغلق وغير صالح لتقديم أى شىء عليه ، ولأن صديقه الشاعر والكاتب شوقى خميس مدير فرقة المسرح القومى للأطفال بجوار المسرح الكبير ، وقد كان ، وقدم عليه عدة عروض لسمير الاسكندراني ، وايضا عروض للمؤلف نبيل خلف ... الخ.
محتى أن المسرح قدم عليه عروض لاتحاد الفنانين العرب مثل بداية ونهاية ، وعروض أخرى ، أيضا شهد المسرح العائم أول وأخر انتاج مشترك بين وزارة الثقافة ممثلة فى البيت الفنى للمسرح وفرقة الكوميدية المصرية لفؤاد المهندس ومحمد عوض وصلاح يسرى ، مسرحية قسمتى بطولة فؤاد المهندس ورجاء حسين وهشام عبد الحميد وسحر رامى ونجوم فرقة المسرح الكوميدى ، وايضا شهد المسرح عروض لنجوم الصف الاول لفنانين مصر أمثال رشدى المهدى وأحسان القلعاوى ، وايضا شهد عروض لمحسن سرحان ومجدى وهبه .
ومر المسرح بعدة تطوارات فى الإنشاء إلى أن تم تغطية كاملا ليعمل صيفا وشتاءا ، ويكون مقرا دائم لفرقة المسرح الكوميدى ، بعد خروجه نهائيا من مسرح محمد فريد بعماد الدين .
مع أخر تطوير تم إطلاق أسم السيد راضى على قاعة الجمهور ووضع صورته فى المدخل الرئيسي للمسرح الكبير وهو اقتراح كاتب هذه السطور ، وبعد أن خرج من المسرح العائم تم نقل صورة السيد راضى إلى داخل صالة الجمهور .
مرة المسرح العائم الكبير والصغير بتسكين عدة فرق به منذ زمن طويل منها تسكين فرقة المسرح القومى للأطفال ثم فرقة الشباب فى المسرح العائم الصغير ، أما الكبير فكان دائما يسكن به فرقة المسرح الكوميدى ، إلى أن تم تسكين فرقة المواجهة والتجوال بالمسرح الصغير ، ونقل فرقة الشباب للمسرح الكبير...!!!
ولم ولن تمر السنة على تسكين تلك الفرقتين به ، الا وجاء قرار الإزالة سريعا ، وأصبحت فى الشارع للمواجهة والتجوال للبحث عن مكان والشباب ذهب مسرح ملك بعماد الدين .
للأسف لم ولن نسمع مناشدة أو استغاثة من فنانين أو قيادات كان المسرح له الفضل الأكبر لتلميعهم ونجوميتهم ، ومن ناشد واستغاث لايتعدون أصابع اليد الواحدة وليس لهم أى مصالح شخصية أو يتولون أى مناصب قيادية ، بل هم فنانين يحملون هم المسرح ويتذكرون تاريخ المسرح الطويل فى حياة الثقافة المصرية ، ومنهم سيدة المسرح سميحة أيوب وبعض الزملاء الذين لهم ذكريات الطفوله والماضي الجميل .
فى الوقت الذى احتشد المنتفعين من كل الأطراف لوضع اسمائهم فى كشوفات البركة والمكافأت المالية لفك وإفراغ المكان من تاريخه الطويل ، ومنهم من لا يعمل ، وحصل هذه المكافآت المالية بحكم منصبه وهو لم ولن يتحرك من مكانه أو مكتبة . والمكافأت تتراوح بين ثلاث الآلاف إلى الف ونصف خلال فترة إفراغ المسرح من كافة معداته وأجهزته ، التى تقدر بالمليارات وليس الملايين ، لأن المكان لايقدر قيمته بالمليارات ، لان التاريخ لايقدر بأموال الدنيا كلها.
ولكن السؤال الذي يراودنى دائما ، من أجل من ولصالح من يتم إنهاء تاريخ مسرح هو الأهم فى تاريخ مصر الحديث الثقافية...!!؟؟؟