الأربعاء 8 يناير 2025 11:07 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : ميلاد السيد المسيح.

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

ونحن نحتفل بميلاد السيد المسيح الذي جاء برسالة السلام والمحبة للعالم، نستطيع أن نقول إن كل الأديان السماوية رسالتها واحدة ، هي هداية البشرية الحائرة في وقت اظلمت الدنيا من الفسق والفجور والظلم والفساد، أصبحت الأرض كلها تنتظر معجزة من السماء، ودائما تأتي معجزات السماء في وقتها المحتوم، فكان ميلاد السيد المسيح بأرض الجليل ايذانا بعهد جديد للبشرية ،فعند ولادته أنشدت الملائكة: (المجد لله في الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة)، يقول الكتاب المقدس عن السيد المسيح إنه كان يجول يصنع خيرًا، فتكلم عن المحبة. وقال: (أحِبوا أعداءكم، بارِكوا لاعنيكم، أحسِنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم) ،وتحدث القرآن الكريم عن ولادة السيد المسيح في سورة آل عمران، الآية 45: (إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يُبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المُقرَّبين). وفى سورة مريم الآية 20: (قالت أنَّى يكون لي غلام ولم يمسسنِ بشرٌ ولم أَكُ بغيًّا) ، يُؤمن المسلمون بأن المسيح عيسى بن مريم هو رسول لبني إسرائيل فقط ليحل لهم بعض الذي حرم عليهم، وقد آمن برسالته الحواريون وهم طائفة من بني إسرائيل، وكفرت طائفة من بني إسرائيل، وقد أيده الله بمعجزات، فإن يكلّم الناس وهو رضيع، ويحيي الموتى بإذن الله ، ويشفي الأكمه والأبرص بإذن الله، ويصنع من الطين على شكل الطير وينفخ به فيكون طيراً بإذن الله ،أتي المسيح إلي البشرية ليهدم فيها الوثنية الدينية والوثنية الاجتماعية والوثنية الفكرية ، نحتفل بميلاد السيد المسيح لأنه لا يختلف على ميلاده وعظمته التي أقرت بها وأكدتها التوراة والكتاب المقدس والقرآن الكريم ، لذا أهنئ جميع المصريين بميلاد السيد المسيح ،نتمنى تأكيد كلمات السيد المسيح ودعوته في أن يسود نشر رسالة السلام والمحبة والعدل في العالم كله ، والبُعد عن القتل والحرب والدمار والخراب والإرهاب وتجنبها، نتمنى نبذ الكراهية ومواجهة العنف على مستوى العالم ، وأتمنى نهاية الحروب والانقسامات في فلسطين وليبيا والسودان وسوريا ولبنان واليمن ، وندعو الله إن يحفظ مصرنا الغالية من الحروب، وأن يعم الخير والسلام والاستقرار والأمان بلادنا، التي تستحق مكانة عالية بين دول العالم، وأن نتجاوز كل الأزمات والصعوبات، وأن نستعيد ريادتنا على مستوى العالم. مصر ليست مجرد دولة، بل هي التاريخ والحضارة منذ بداية الإنسانية.