الأحد 12 يناير 2025 05:27 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

عادل القليعي يكتب : إن بطش ربك لشديد

الدكتور عادل القليعى
الدكتور عادل القليعى

يا عباد الطبيعة... افيقوا هناك رب للطبيعة.
استهل حديثي بقول الله عز وعلا:( إن بطش ربك لشديد)
وقوله تعالى (وما يعلم جنود ربك إلا هو)
وقوله أيضا (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)

وقول المعصوم صل الله عليه وسلم (إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لا يفلته)
وقوله (إياكم ودعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)

الاستقواء بالله هو الأبقى والأقوى والأدوم، يقول تعالى (فدعا ربه أني مغلوب فانتصر)
الجواب (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ، وفجرنا الأرض عيوانا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا)

وها هي غارة الله تستجيب بقدرة من يسخرها ، تستجيب لدعوات المقهورين المظلومين ، الذين تقطعت بهم الأسباب ، وفقدوا كل السبل ، فلجأوا إلى رب الأسباب غياث المستعيثين مجير المستجيرين مستجيبا لهم.

فأرسل على من يدعون أنهم أقوياء بطائراتهم وبوارجهم وغواصاتهم وصواريخهم ، أرسل عليهم شواظ من نار فلا ينتصرون ،.

يقول تعالى (وإن جندنا لهم الغالبون)، وها هي جنود الله تدك الحصون وتدمر (فجعلنا عاليها سافلها)

في أقل من يومين حريق بسيط يشب في غابات لوس انجلوس ، والحريق لابد أن تساعده الريح ، فيتدخل جند الله الرياح فتدر النيران في الهواء فتلتهم لوس انجلوس في ساعات معدودة ، ليس هذا وحسب ، بل وتلتهم ولاية تلو الأخرى ، هاهي فلوريدا في طريق هلاكها.
نعم صدق النبي صل الله عليه وسلم
(إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لا يفلته)

ما فعلته الآليات العسكرية الفتاكة في أكثر من عام وخمسة أشهر في غزة وما حواليها ، فعله الله تعالى بفعل الكاف والنون، في عشية وضحاها.
(إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون)

يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم)
نعم أمريكا ، إسرائيل ، أوروبا ، جميعهم اغتروا بقوتهم وآلاتهم العسكرية ، وامعنوا القتل والحرق والذبح في شعب أعزل لا يملك حتى مكانا يأويه اللهم إلا خيمة بالية انهكتها الأنهار ، وغطاء خفيف وكسرة خبز إن وجدت.

لكنهم صامدون ، صابرون، مجاهدون ، محتسبون ، رافعين أكف الضراعة إلى الله ظآنين به تعالى ظن الخير أنه لن يخذلهم ، فيأتيهم شفاء الصدور ويشهدون هذه المعركة السماوية التي يقودها رب السماء بجندين فقط من جنوده ألا وهما النيران والرياح تحملها إلى كل مكان.

فليس هناك في ملك الله أحد أفضل من أحد إلا بالتقوى ، فكما هجر أهل غزة من دورهم بعدما هدمت ، هجر أهل لوس انجلوس ، وكلوفورنيا من دورهم وما ذلك على الله بعزيز.

نعم النار والرياح ، ومن قبلهم البعوض ، والضفادع والجراد والقمل ، فالبعوض أهلك النمرود الطاغية لما ظلم ، والسم بتر ذراع طاغية أخذ السمك من صياد عنوة فعضته سمكة ، ولم يشفى إلا باسترضاء الصياد وأهله وإلا كان سينتشر السم في جميع جسده.

أما أهل المفهومية وما هم بأهلها- من يصدعونا ليل نهار ، أن الطبيعة غضبت اليوم غضبا شديدا ، والعوامل الطبيعية هي من فعلت كذا وكذا وهي من اشعلت النيران ، وحركت الرياح.
أقول لهم قولا واحدا.
من رب الطبيعة ، هل الطبيعة هي التي حركت الرياح ، هل هي من أشعلت النيران.

الطبيعية بكل مقوماتها ، خلق من خلق الله تعالى ، تحمل الخير والبشريات ، وتحمل الشر أيضا ، تحمل الخير والبشارة فالريح مثلا يحمل البشارات بنزول الأمطار بقدر وهنا عنايته تعالى فلا يغرق الزرع ولا يهلك الضرع.
وبعنايته أيضا يهلك بها من طغى وتكبر ليعطيه درسا قاسيا لعله يستفيق ويعود إلى رشده.

فاعلموا يا عباد الطبيعة أنه لا يقع في ملك الله إلا ما قدره الله وأراده فهل أنتم منتهون.
واعملوا أن ما يحدث الآن بعض من ثورة الله على الظلم وما عند الله أشد وأعظم
مصداقا لقوله تعالى
(وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر)

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

مقالات عادل القليعى دكتور عادل القليعى ان بطش ربك لشديد