الأربعاء 15 يناير 2025 11:35 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : عمر بن الخطاب الفاروق العادل

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين رضي الله عنه وأرضاه، حياته ممتلئة بالدروس والعبر والمواقف الجريئة والمضيئة ، لا تكفيه مقالات ومجلدات لسيد سيرته العطرة، كان لسيدنا عمر من قوة فرق بها بين الحق والباطل فاستحق أن يلقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم (بالفاروق )، كان عمر رضي الله عنه معروفا بالمهابة والشجاعة، وقد عرف سيدنا عمر بإلهام الله تعالى له وتوفيقه إياه، وموافقاته للوحي ، فمن كلماته الملهمة قوله (زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وحاسبوها قبل أن تحاسبوا ) ، ومن تعبيراته التي تدل على ما كان عليه من الخوف والرجاء قوله ( لو نادي مناد من السماء: أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجل واحدا ، لخفت أن أكون أنا ) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله تعالى عز وجل جعل الحق على لسان عمر وقلبه " ، حين تولي إمارة المسلمين بعد خلافة أبي بكر أكد الفاروق عمر علي المساواة بين الرعية ، وألا يتميز أحد على أحد حتي لو كان امير المؤمنين نفسه، إنه بدأ القدوة من نفسه ليكون مثلا يحتذي ، ويسير علي المنهج جميع ولاته ،وكان رضي الله عنه يطبق مبدأ الشورى في كل حياته ، مقتديا في ذلك برسول الله، فلم يتخل عن الشورى حتى أخر لحظة في حياته ، كان عمر رضي الله عنه مثالا يحتذى في تفقد أحوال الرعية وفي القيام علي أمورهم وخدمتهم ، فكان يقوم بنفسه ولا يري حرجا في ذلك بل قمة في تواضعه وخدمته لكبار السن والمحتاجين ، لدرجة أنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال رعيته ، قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه" يا أمير المؤمنين اتعبت الخلفاء من بعدك "، وعن تطبيق العدل فقد طبقه سيدنا عمر في أسمي معانيه ، ها هو ذا يأتيه رسول كسري بالمدينة فلم يجد لأمير المؤمنين قصرا ولا بيتا متميزا عن سائر الرعية ، ويراه نائما أمام بيته فدهش وقال قولته الشهيرة: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر ، وكان سيدنا عمر يحذر أهله وعشيرته من استغلال اسمع أو قرابتهم منه ، فيأمرهم أن يكونوا أخر من يشبع ، وأول من يجوع ، ويحذر ولاته من استغلال نفوذهم أو الحصول على أيسر شيء باسم الوظيفة، وقد طبق عمر الورع والخوف علي المال العام ، فها هو يمنع زوجته أن تشتري الحلوى فأبي حتي يسد حاجة الجائعين المحتاجين ،رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وجزاه خير الجزاء على ما قدم للأمة الإسلامية.