د.كمال يونس يكتب عن : نزاهة جائزة ساويرس الثقافية ورسالة لآل ساويرس ولكن أين ......؟

دعما للحركة الأدبية في مصر، بدأت مؤسسة ساويرس منذ عام 2005 في تنظيم مسابقة «جائزة ساويرس الثقافية» لاختيار أفضل الأعمال الأدبية المتميزة لكبار وشباب الأدباء والكتاب المصريين في مجالات الرواية، والمجموعات القصصية، بهدف تشجيع الإبداع الفني لديهم وإلقاء الضوء على المواهب الجديدة الواعدة. وعلى مدار 20 سنة، تطورت المسابقة لتشمل مزيدا من روافد الإبداع الأدبي والفني، حيث قام مجلس أمناء الجائزة بإضافة فروع جديدة للمسابقة في مجالي كتابة السيناريو السينمائي والكتابة المسرحية، وفي عام 2013 تمت إضافة جائزة جديدة في مجال النقد الأدبي والتي تم تعديلها فيما بعد لتصبح جائزة النقد الأدبي والسرديات الأدبية والنقدية، من أجل إتاحة المجال لمشاركة المزيد من الأعمال الإبداعية غير الروائية (non-fiction) وتشمل (السيرة، السيرة الذاتية، أدب الرحلات، والمدونات التاريخية، والكتابات النقدية). وحرصا من مؤسسة ساويرس على تطوير الجائزة ودعم شباب الأدباء المصريين، تم إطلاق جائزة الترجمة في عام 2020 بهدف الإسهام في تشجيع التميّز الأدبي المعاصر، وتقديم شباب المبدعين إلى القراء خارج حدود المنطقة العربية، من خلال ترجمة الرواية الفائزة بالمركز الأول، فرع شباب الأدباء، إلى اللغة الإنجليزية كجائزة أدبية تضاف إلى الجائزة النقدية. ومن أجل التشجيع على النهوض والارتقاء بكتب الأطفال أطلقت المؤسسة في عام 2021 جائزة جديدة لأفضل كتاب للأطفال تحت سن 12 سنة. وقد شكلت الجائزة منذ انطلاقها قاعدة مثالية لإثراء الحياة الثقافية في مصر، من خلال تتويج العديد من التجارب الإبداعية الحقيقية، كما استطاعت أن تحقق مكانة بارزة بين الجوائز العربية والمحلية، حيث تضاعفت عدد الأعمال المشاركة في المسابقة من 276 عملا في عام 2005، إلى 1010 عملا أدبيا في عام 2023. تعد جائزة ساويرس الثقافية أحد أهم أدوار مؤسسة ساويرس في دعم المشهد الثقافي المصري، من خلال مجلس أمناء الجائزة الذي يتكون من نخبة متميزة من المتطوعين بالجهد والوقت لتقديم المشورة للمؤسسة فيما يختص بالأمور الفنية للجائزة، متضمنا مهمة اختيار أعضاء لجنة التحكيم لكل دورة، وهي لجان مستقلة تؤول إليها مسئولية اختيار الأعمال الفائزة بصورة عادلة وموضوعية، وتتألف من نخبة من الأدباء والكتاب والسينمائيين والمسرحيين والنقاد وأساتذة الدراما في مصر. ويتم الإعلان عن الفائزين وتسليم الجوائز النقدية لهم في حفل كبير يقام في شهر يناير من كل عام.

ولعل المصداقية والشفافية وآليات التحكيم ولجانه المتجددة سنويا المتنوعة بين مختلف النوعيات مابين الأكاديمي والناقد الممارس والمثقف والشخصية العامة ما أدى إلى
الزيادة الكبيرة في عدد المتقدمين هذا العام، حيث تم تقديم 282 رواية، و135 مجموعة قصصية، و143 مسرحية جديدة،115 سيناريو وفيلم، بالإضافة إلى أعمال في السرديات الأدبية، والنقد، وكتب الأطفال.

وأعلنت الأعمال الفائزة والفائزون بجوائز ساويرس الثقافية في دورتها العشرين لعامى2025، وكالتالي:
*جائزة أفضل عمل روائي - فرع كبار الأدباء:
رواية «كوتسيكا» للكاتبة غادة العبسي - صادرة عن دار المحروسة
*جائزة أفضل مجموعة قصصية - فرع كبار الأدباء:
المجموعة القصصية «زغرودة تليق بجنازة» للكاتب أحمد إبراهيم الشريف - صادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب
*جائزة أفضل عمل روائي - فرع شباب الأدباء:
المركز الأول: رواية «الصبي» للكاتب سيد عمر - صادرة عن مزيج للنشر والتوزيع، كما فازت الرواية بجائزة النشر والترجمة إلى اللغة الإنجليزية
المركز الثاني: رواية «فريدة وسيدي المظلوم» للكاتبة هبة أحمد حسب - صادرة عن دار المحروسة
*جائزة أفضل مجموعة قصصية - فرع شباب الأدباء:
المركز الأول: رواية «احتمالات لا نهائية للغياب» للكاتبة آية طنطاوي - صادرة عن دار العين للنشر
المركز الثاني: رواية «الراقص مع الماريونت» للكاتب محمود يوسف - صادرة عن دار روافد للنشر والتوزيع
*جائزة أفضل سيناريو – فرع كبار الكتاب: سيناريو فيلم «المدير» للكاتب عبد الفتاح كمال
*جائزة أفضل سيناريو – فرع شباب الكتاب: سيناريو فيلم «العرض الأخير» للكاتب مهاب طارق

*جائزة أفضل نص مسرحي
المركز الأول: النص المسرحي «الباحث عن البهجة» - تأليف/ ياسمين إمام
المركز الثاني: النص المسرحي «الباقي من عمري» - تأليف/ أحمد فؤاد الدين
*جائزة أفضل كتاب في النقد الأدبي والسرديات الأدبية
كتاب «بصيرة حاضرة» للكاتب د. عمار علي حسن - صادر عن مركز أبو ظبي للغة العربية
*جائزة أفضل كتاب للأطفال تحت 12 سنة
المركز الأول: كتاب «فندق على النهر» - نص ورسوم/ وليد طاهر - صادر عن دار نهضة مصر
المركز الثاني: كتاب «كيكي ورجليه الصغيرة جدا» - تأليف وكتابة/ إيمان النجار - قصة ورسوم/ صوفيا سمير أحمد
*وقد تم تكريم دار المحروسة للنشر خلال احتفالية جائزة ساويرس الثقافية، بعد أن حققت كتبها الفوز بأكبر عدد من جوائز المسابقة في نسخة الجائزة العشرين، وهو تقدير مستحق لإسهامات الدار المبدعة في إثراء المشهد الثقافي المصري، وتسلم الجائزة الأستاذ فريد زهران.
ولابد لنا من وقفة بعد أن ظهر جليا الآتى:
-الإبداع الغزير المتدفق للمصريين من مختلف الأعمار يؤكد أن هناك عمليات خلل كبيرة تؤدي إلى اختيارات يكتنفها العوار في الإنتاج الفني خاصة السينما والمسرح ،وأنه هناك بالفعل احتكار و مذبحة للكتاب وقطيعة بين جهات الإنتاج والأعمال من أصل أدبي ما أدى إلى تدهور العملية الفنية برمتها.
-إقبال العدد الكبير من المشاركين يدلل على ثقتهم الكبيرة لجوائز تلك المؤسسة أكثر من ثقتهم في جوائز المؤسسة الثقافية ولجان تحكيمها التي لاتتغير وتعد حفريات تاريخية تتمسك بسيطرتها على المشهد .
-فاز من يستحق ولامجال للمحسوبية والوساطة كأنها تعلنها عنليا جواز حصولك على الجائزة هو إبداع المبدع فقط.
-وهذا ما يشجعني على مطالبة مؤسسة ساويرس تبني أعمال الفنانين التشكيلين واختيار الأعمال المتميزة من مشاريع التخرج وأعمال الطلاب والأساتذة خاصة النحت والتصوير.