دكتور رضا محمد طه يكتب : فيروس نيباه الخطير وعلاجات جديدة
الجارديان المصريةفيروس نيباه Nipah virus تم اكتشافه عام 1999 وهو مسبب مرضى شديد الفتك ينتقل عن طريق الخفافيش ويتسبب في تفشي المرض بين البشر كل عام ولديه القدرة على التسبب في جائحات، وهو حيواني المنشأ ينتقل للبشر من الحيوانات البرية مثل خفافيش الفاكهة والداجنة وبالأخص الخنازير، وينتشر عن طريق الرذاذ المحمول في الهواء من خلال إفرازات الجهاز التنفسي عند السعال، ويمكن أن ينقل من خلال المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة، وكذلك الاتصال اللصيق بالحيوانات المصابة وعموما ينتقل من خلال الطعام الملوث وسوائل الجسم مثل اللعاب والدم والبراز والبول. تتمثل أعراض فيروس نيباه غالباً في الحمي والسعال وضيق التنفس واسهال وقيء وآلام في العضلات والضعف العام وقد تصل شدة الأعراض الي إلتهاب الدماغ وعجز عصبي مدمر وغيبوبة تامة والوفاة والتي تصل نسبتها ما بين 40 إلي 75% من المصابين.
بالنظر لخطورة فيروس نيباه الأمر الذي أدي بمنظمة الصحة العالمية من خلال التصنيف الممنوح للكائنات الحية التي قد تسبب فاشيات خطيرة وتتطلب بحثا عاجلا لإعلام استراتيجيات الوقاية والعلاج ومن ثم اعلان المنظمة بأن فيروس نيباه يحب أن تكون له أولوية في هذا الشأن، مما حث العلماء أن يكون لهذا الفيروس اهتمام كبير من البحث ، وفي هذا السياق تمكن علماء من كلية الطب بجامعة هارفارد وكلية الطب بجامعة بوسطن من رسم خريطة للبنية الأساسية التي يتكون منها فيروس نيباه ونشرت نتائج الدراسة مؤخرا في مجلة سيل Cell ، بما يعتبر تقدم كبير وخطوة هامة نحو تطوير الأدوية التي يحتاجها حالياً مرضى هذا الفيروس الخطير وخاصة لا توجد لقاحات لمنع أو تخفيف الإصابة به ولا توجد علاجات فعالة، كل ما يستطيع عمله الأطباء فقط الرعاية الداعمة للمرضى وتشمل الراحة والترطيب وإدارة اي علاج أعراض المرض بالمسكنات ومضادات الالتهاب وغيرها.
ركز فريق البحث علي جزء من الآلية الفيروسية يسمي مجمع البوليميراز الفيروسي ، وهي محموعة من البروتينات التي يستخدمها الفيروس لنسخ مادته الوراثية والانتشار وإصابة الخلايا مما وفر صورة ثلاثية الأبعاد مفصلة لبنية البوليميراز الفيروسي وخصائصه الرئيسية وكيفية تنظيمه لتشغيل وإيقاف الأنشطة الانزيمية المختلفة المطلوبة لتكاثر الفيروس ومن ثم فهم أوسع عن آلية تكاثر الفيروس داخل عوائله وتحديد بصورة حاسمة العمليات الداخلية للفيروس والاستفادة منها كأهداف للأدوية ما يسهم في تصميم علاجات فعالة للعدوى الفيروسية، تم ذلك باستخدام المجهر الالكتروني بالتبريد وهي تقنية تسمح للعلماء بتصور بنية العينات البيولوجية على مستوى الجزيئات الفردية ، كما قام فريق البحث بتحفيز طفرات في البوليميراز ثم لاحظوا كيف يتصرف البوليميراز المتحور في الخلايا ومن ثم فهم أوسع للكيفية التي أثرت هذه الطفرات علي وظيفته، ومن خلال توضيح الخصائص الفريدة والمشتركة لبوليميراز فيروس نيباه وتلك التي للفيروسات الأخري، بما سوف يساعد في تطوير مضادات فيروسية واسعة النطاق تفيد في علاج أي إصابة فيروسية كحال المضادات الحيوية واسعة النطاق التي تقضي علي أنواع عديدة من البكتيريا.