دكتور رضا محمد طه يكتب : نقمة علينا ونعمة لإسرائيل...?
![دكتور رضا محمد طه](https://www.alguardian.com/img/25/02/07/91778_1738962931.jpg)
![](https://www.alguardian.com/ix/GfX/logo.png)
لا مجال للتخمين أو رمي الودع للبحث عن المقصود في عنوان المقال، الكل يعرفه ليس على مستوى البلاد العربية بل العالم كله ، إنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، والذي وصلت وقاحته وبجاحته وفجاجته في مساندة اسرائيل حد لا يوصف وغير مسبوق من رؤساء أمريكا السابقين، وهذا ما عبر عنه نتنياهو في معرض رده على ما صرح به ترامب تأييدا لإسرائيل خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعهما أول أمس حيث وصف نتنياهو ترامب بأنه أكثر الرؤساء الأمريكيين حبا لمصلحة إسرائيل.
هذا الاطراء والتلميع الذي ناله ترامب ليس من قبيل الكلام المجاملة أو الديبلوماسي لكنه من خلال عقل نتنياهو ووجدانه الباطن والظاهر وعلي خلفية تأييد ترامب لإسرائيل علي طول الوقت منذ ولايته الأولى في الرئاسة وما أقدم عليه من أفعال من قبيل الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل وسعيه الحثيث لاجبار دول الخليج التطبيع مع إسرائيل وإبتداعه الديانة الإبراهيمية وآخرها التصريحات الامبريالية العنصرية والفاشية والتي تستبطن التطهير العرقي والابادي لأهل غزة وتهجيرهم عنوة واحتلال أرضها بحجة إعادة اعمارها وتحويلها ريفيرا الشرق الأوسط مستحضرا في تلك الأثناء شخصية ترامب رجل الأعمال والمطور العقاري بأكثر من شخص رئيس اقوى دولة في العالم والتي تتغني بالحقوقةوالحريات ومساندة الشعوب المقهورة وترفض التعدي على حدود البلدان مثلما فعلت وتفعل على سبيل المثال لا الحصر مع أوكرانيا ضد روسيا وبعض المناطق المتنازع عليها في قارات العالم أجمع ، وتتحمل من الأموال والعتاد العسكري الكثير والكثير في سبيل تحقيق أهدافها.
في المقابل وما يتعلق بإسرائيل فإن ترامب يعطل تلك السياسة والنهج الأمريكي في إصلاح العالم ومن ثم تظهر الازدواجية المقيتة والكيل بمكيالين في ما يخص سياسة امريكا حيال اسرائيل حيث تعينها علي ما تفعله من حرب إبادة جماعية واحتلال أرض فلسطين بكل ما تستطيعه من نفوذ وجنود وأسلحة وذخيرة ومساعدة مادية ومعنوية وكما لو أن إسرائيل ولاية أمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
لم تقتصر نقمة ترامب ترامب على العرب ونعمته على حليفته وحبيبته اسرائيل وتأييده لها بما يريد فعله بأرض غزة وأهلها بل تجاوزت حدود ما كان يجرؤ على فعلها أحد من قبل وبدا كما لو أنه اسرائيلي اكثر من نتنياهو نفسه، حيث بادر وفرض أمس عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ووصفها بأنها لا أخلاقية وغير شرعية ولا تستند إلى أي أساس قانوني في محاولة لتبرئة نتنياهو ووزير دفاعه جالانت في جرائمهم الموثقة بالمستندات والصور والفيديوهات ضد الإنسانية والتي فعلوها ولا يزالون يفعلونها ضد شعب غزة الأعزل، تلك الأفعال الوحشية من قتل وتهجير وتدمير اضطرت بناء عليها المحكمة الجنائية الدولية اصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو وجالانت بسبب بشاعة ما فعلوه من جرائم.