حسين السمنودى يكتب : المسلمون الكفرة.. أكذوبة صهيونية لتبرير الإجرام.
![الكاتب الكبير حسين السمنودى](https://www.alguardian.com/img/25/02/08/91806.jpg)
![](https://www.alguardian.com/ix/GfX/logo.png)
منذ عقود طويلة، يستخدم الصهاينة أدوات متعددة لتبرير عدوانهم على المسلمين، ومن بين أخطر هذه الأدوات إطلاقهم وصف "المسلمون الكفرة" على أعدائهم الذين يواجهونهم في الحروب، سواء كانوا مجاهدين أو مدنيين عزل. هذه الأكذوبة الصهيونية ليست مجرد دعاية زائفة، بل هي جزء من استراتيجية أيديولوجية تهدف إلى نزع الشرعية عن مقاومة المسلمين، وإقناع أتباعهم بأن ما يقومون به ليس سوى حرب مقدسة ضد "أعداء الله"، رغم أن الحقائق القرآنية والتاريخية تكشف زيف هذا الادعاء
ويعمل الإعلام الصهيوني على تشويه صورة المسلمين، وتصويرهم على أنهم كفرة وخارجون عن الدين، لتبرير القتل والتشريد والإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال. في المقابل، نجد أن الإسلام يصف المؤمنين الحقيقيين بأنهم "خير أمة أخرجت للناس" (آل عمران: 110)، ويؤكد أن القتال في سبيل الله لا يكون إلا دفاعًا عن الحق والعدالة، وليس بغياً وعدوانًا كما يفعل الصهاينة.
الرد من الكتاب والسنة
هذه الأكذوبة الصهيونية تتعارض تمامًا مع ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية:
1. المسلمون هم أهل الإيمان، وليسوا كفارًا
قال الله تعالى: "إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" (الحجرات: 10).
وقال أيضًا: "وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ" (المائدة: 9).
2. الافتراء على المسلمين بالكفر هو ديدن الأعداء
قال النبي ﷺ: "إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" (متفق عليه).
وهذا دليل على أن التكفير سلاح خطير يستخدمه الأعداء لبث الفرقة وتشويه صورة المسلمين.
3. الصهاينة أنفسهم كفار بنص القرآن
قال الله تعالى عن بني إسرائيل: "وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا۟ يَكْفُرُونَ بِآيَٰتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيْرِ حَقٍّ" (البقرة: 61).
وهذا دليل على أنهم هم الذين كفروا بالله ورسله، وليس المسلمون.
أطماع الصهاينة في بلاد المسلمين والعالم
الصهاينة لا يتوقفون عند حد اغتصاب أرض فلسطين، بل يسعون إلى السيطرة على العالم وتحقيق مشروعهم الكبير الذي يسمونه "إسرائيل الكبرى"، والذي يمتد من الفرات إلى النيل. كما أنهم يعملون على:
1. تفتيت الدول الإسلامية عبر نشر الحروب الأهلية والفتن الطائفية.
2. السيطرة على الاقتصاد العالمي من خلال البنوك والشركات متعددة الجنسيات.
3. تشويه صورة الإسلام عبر الإعلام العالمي، لربطه بالعنف والإرهاب.
4. إفساد المجتمعات عبر نشر الإباحية والمخدرات والانحلال الأخلاقي.
وختاما لذلك فإن وصف المسلمين بالكفر ليس إلا ستارًا يخفي وراءه الحقد الصهيوني المتأصل ضد الإسلام، وهو أسلوب خبيث لتبرير القتل وسفك الدماء. لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن المسلمين هم أهل الإيمان، وأتباع رسالة التوحيد، وأن الصهاينة وأعوانهم لن يستطيعوا تبديل هذه الحقيقة مهما حاولوا. وكما قال الله تعالى: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ" (التوبة: 32).