عمرو خان يكتب : ”فتحي نوفل”.... دهاء تفتقده حملات انتخابات الصحفيين
![الكاتب الكبير عمرو خان](https://www.alguardian.com/img/25/02/10/91840.jpg)
![](https://www.alguardian.com/ix/GfX/logo.png)
في فيلم طيور الظلام (1995)، قدم الفنان عادل إمام شخصية فتحي نوفل، المحامي الفاسد الصق
javascript:void('%D9%84%D8%B5%D9%82')لذي يجيد التلاعب بالقانون وصناعة البروباغندا لصالح القوى المتنفذة. شخصية فتحي لم تكن مجرد رجل قانون يبحث عن المال، بل كانت مثالًا لعبقرية الظل في تشكيل الرأي العام، حتى لو كان مرشحه شخصًا هشًّا مثل رشدي الخيام، الرجل الضعيف الذي لا يملك قراره بيده.
فتحي: رجل الدهاء والتلاعب الإعلامي
كان فتحي نموذجًا للمحامي الذي يفهم كيف تدار الأمور خلف الكواليس. لم يكن يهتم بجودة المرشح بقدر ما كان يركز على الصورة التي يتم تسويقها للجمهور. كان يخلق شعارات رنانة، يوجه الإعلام، ويوظف أدوات الدعاية لصناعة بطل وهمي يستطيع الوصول إلى البرلمان، رغم افتقاده للكاريزما والقدرة على اتخاذ القرار.
حملات انتخابات الصحفيين: أشباه فتحي لكن بلا دهاء
اليوم، ونحن نرى بعض من يديرون حملات انتخابات الصحفيين، نجد أنهم يتطلعون لدور يشبه دور فتحي، ولكن دون أن يمتلكوا ربع مهاراته. فهم يمارسون التضليل والبروباغندا الرخيصة، لكنهم لا يملكون القدرة على إقناع الجمهور أو حتى خلق صورة متماسكة لمرشحيهم.
ما الذي ينقصهم؟
1. الذكاء السياسي: فتحي لم يكن مجرد محامٍ، بل كان لديه قراءة دقيقة للمشهد السياسي. أما هؤلاء، فبعضهم لا يعرف حتى ما الذي يريد الناخبون سماعه.
2. فهم الإعلام: فتحي كان يدرك كيف يستخدم الصحافة والتلفزيون، بينما اليوم نجد حملات تقوم على الشعارات المكررة واللغة الباهتة التي لا تترك أثرًا.
3. بناء شخصية للمرشح: كان فتحي قادرًا على خلق هالة حول رشدي الخيام رغم ضعفه، بينما نجد حملات الصحفيين تفشل حتى في صياغة خطابات متماسكة لمرشحيها.
الفرق بين الماكر والأحمق في صناعة الدعاية
ما يميز فتحي عن أشباهه اليوم، أنه لم يكن يعتمد على "الهوجة" فقط، بل كان يحسب كل خطوة، يعرف متى يضغط، ومتى يتراجع. أما كثير ممن يديرون الحملات الانتخابية الآن، فهم أشبه بأشخاص يحاولون تقليد فتحي ولكن بأسلوب يفضح سطحيتهم، فلا يقنعون الجمهور، ولا حتى مرشحيهم.
ختامًا: هل نحتاج إلى "فتحي" في المشهد الانتخابي؟
قد يظن البعض أن الحل هو وجود أشخاص بمكر وذكاء فتحي، لكن الحقيقة أن ما تحتاجه الانتخابات، سواء في الصحفيين أو غيرها، هو حملات انتخابية نزيهة، تقودها عقول تفهم كيف تبني صورة حقيقية لمرشحيها، وليس مجرد فقاعات إعلامية تنهار عند أول اختبار. الفرق بين فتحي ومدعي البروباغندا اليوم، هو أن فتحي كان يدرك قواعد اللعبة، بينما هؤلاء بالكاد يفهمون كيف تُلعب.