خالد درة يكتب: بالعقل أقول…( الإعلام بين التوازن و الاتّزان …! )
![الكاتب الكبير خالد درة](https://www.alguardian.com/img/25/02/10/91854.jpg)
![](https://www.alguardian.com/ix/GfX/logo.png)
فى ظل الأزمات و النكبات التى تمر بها المنطقة العربية و ما يحدث فى غزة و الضفة الغربية و ما يحدث في لبنان كانت المسؤولية الأساسية التي تقع على عاتق الإعلام ، تتضح من خلال التزامه إقامة العدالة الإعلامية من خلال الحرص على مستويين من التعامل مع الأحداث والظروف ..
فبين إعلام التوازن وإعلام الاتّزان تفترض العملية الإعلامية في بُعديها الخبري والوطني ، وخصوصاً في المراحل الاستثنائية من النزاعات ، اعتماد نهج ثلاثي التوجه يتوزع بين الدور التوعوي والوظيفة الإعلامية والعمل الاستشاري ، لما يحمله الإعلام من مسؤولية ويتحمله من مهمات وانتقادات وتجاذبات ..
ففي المجتمعات الشبه ديموقراطية مثل لبنان ، والتي قاربت فيها مفاهيم الحرية حدود الفوضى وإساءة استخدام السلطة المنوطة بالإعلام ، ينطلق تقويم العمل من مبدئية علاقة الإعلام بالحرية ، وهذا ما يجعل الإعلام محكوماً بمجاراة التطوير والتحديث ومسؤولا عن تحصين العدالة الإعلامية واعتبارهاً مدخلاً للهدوء الاجتماعي وعنواناً لأي إصلاح ..
والكلام على وظيفة الإعلام الوطنية في مجتمع تعددي الثقافة والتوجه السياسي والانتماء الطائفي ، يستوجب التعامل مع مسؤولية الإعلام بواقعية عقلانية ، من موقع النظر إلى تأثيره في تكوين الرأي العام وتوجيهه ، والعمل لاستثمار اللحظة انطلاقاً من حاجة الفرقاء السياسيين إلى منصات إعلامية لإطلاق مواقفهم وتسويق آرائهم وتأكيد حضورهم على المستوى الشعبي ، وتراكم الرصيد السياسي لكل فريق أو جماعة ..
والمسؤولية الأساسية التي تقع على عاتق الإعلام ، تتضح من خلال التزامه إقامة العدالة الإعلامية من خلال الحرص على مستويين من التعامل مع الأحداث والظروف ، في محاولة للحفاظ على حق كل جهة بالمساحة الإعلامية التي تستحقها للتوجه إلى الجمهور ونشر مواقفها والدفاع عن مواقعها ..
يتركز المستوى الأول على مفهوم التوازن في صناعة المحتوى الإعلامي وكيفية توجيهه وتوظيفه ، بمعنى إتاحة الفرص للظهور والتغطية بما يؤمن التوازن لكل الجهات السياسية والأحزاب ويسعى إلى كشف المجهولات ويعمل لتقصّي الحقائق وإعلانها للناس ، فضلا عن مهمة خدمة الحقيقة التي هي في أساسات العمل الإعلامي المستقل والحريص على تقديم مواد إعلامية محصنة وغير منحازة وحامية للتوازنات ..
ويتركز المستوى الثاني على مبدأ الاتزان في مقاربة الأمور وأصول تحليلها ، بالاستناد إلى الرصانة الفكرية والحياد الموضوعي في رصد الأحداث وملاحقة نتائجها وكشف أسبابها بأساليب احترافية ، تنتهي إلى تقديم نتائج وخلاصات صلبة يحكمها الاتزان في عملية تقديم المعلومة والدفاع عنها ..
فالتوازي بين التوازن والاتزان ، يرتقي بالعملية الإعلامية من مركزية الإبلاغ الموظّف إلى فاعلية الإعلام العادل الذي يشكل أساس الإعلام النظيف ، في بيئة يحكمها القلق وتوزع الولاءات وكثرة المصالح ..
تقتضي المسؤولية الإعلامية والخبرة المهنية ، التوازن بين تناول الحدث ببعده الاجتماعي ومعالجة تداعياته الوطنية ، من أجل اتزان المواقف المترتبة عليه ، وخصوصا في زمن الأزمات حيث يكون الإعلام اللاعب الأساسي في التأثير على الرأي العام .