الأربعاء 12 فبراير 2025 08:26 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وجيه الصقار يكتب : بوابة النصر تكشف الهزيمة

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

استمرارا ليد التدمير وتخريب تراث وآثار مصر، ترى فى مواجهة باب النصر مبنى «كشك كهرباء» بالطوب الأحمر المستفز فى منطقة أثرية، وهو تشويه واضح للقاهرة التاريخية، ورمز النصر ليكون هزيمة وفشل هذه المرحلة، فالآثار أصبحت مهدرة أو مستباحة على يد جهلاء أو معدومى الضمير، ممن لا يراعون خصوصية وحساسية المناطق الأثرية والتراثية، مع أن قانون الآثار ينص على تجريم هذا العمل صراحة بتشويه رؤية الأثر، وهو من أهم آثار القاهرة، لتكتمل الجريمة مع إزالة مقابر عظماء مصر على يد تكره مصر وشعبها وتاريخها، فالقانون يمنع مجرد المساس بتلك الآثار والتراث، حتى مع تحايل وزارة الآثار بعدم تسجيل أو رفع بعضها، لتبرير هدمها، مع أن عمر معظمها تعدى مئات السنين، ولو ادرجت فى السياحة لكانت متنزهات ثقافيا لا مثيل له فى العالم، لكن ابتلانا الله بالجهلة أو الخونة فى تراث مصر مما يستحيل تعويضه..يذكرنى بطالبان أفغانستان التى فجرت الآثار بشعار الوثنية وهدمت تاريخها الحى، فإن قانون الآثار يمنع الارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات والرؤية ..نتساءل كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة على مر مئات السنين. ومن سمح بتلك الجريمة، بينما يمكن إقامة الكشك فى الفراغات خارج المنطقة، هذا البناء شاهد ناطق على الجهل والتشويه المعمارى، وتجد أخيرا إقامة عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخى، فى موقع أبنية أثرية جرى إزالتها أيضا، متضاربة مع طراز المنطقة، ونجده أيضا فى إقامة مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، والتعدي على قبة الشيخ عبد الله أسفل قلعة صلاح الدين،. وإزالة مقبرة العز بن عبد السلام بعد إهمالها طويلا، ومقابر عقول وعظماء مصر ، وتشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة وغيرها .. الغريب أننا لم نسمع وطنيا غيورا على مصر يرفع صوته لمنع تلك الجرائم بصحافة أو إعلام مصر. كما لو أننا نبارك تلك الجرائم .. هل هانت علينا مصر وأهلها وتاريخها؟! فنطمسة ونكون دولة بلا تاريخ وشعبا بلا قيمة أمام دول لاتذكر.. إننا نعيش مرحلة هزيمة لا توصف ..!