الإثنين 10 مارس 2025 09:33 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : السمنة في تزايد لدى الأطفال والمراهقين

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

تاريخياً كان التركيز في العديد من مناطق العالم على منع سوء التغذية وتأخر النمو لدى الأطفال ، لكن تغيرت الأحوال في ظل وباء السمنة والذي يبدو أن الأطفال والمراهقين هما الفئة الأكثر عرضة للكثير من المخاطر الصحية ، ومن ثم فإن الوقاية هي المفتاح حيث نادراً ما تختفي السمنة بعد المراهقة، ومن المتوقع أنه وبحلول 2050 فإن ثلث الأطفال في جميع أنحاء العالم سوف يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، ولكن ووفقاً لدراسة جديدة فإن الزيادات الكبيرة المتوقعة في غضون السنوات الخمس المقبلة والتي تستدعي إجراءات عاجلة الآن بما يمكن من قلب مسار أزمة الصحة العامة.

معروف أن معدل السمنة العالمي قد تضاعف لمن تتراوح أعمارهم بين 5-24 عاماً ثلاث مرات من عام 1990-2021 حيث ارتفعت بنسبة 244% إلي 174 مليونا مما يشير إلى أن الأساليب الحالية للحد من الزيادات في السمنة كي تساعد جيل الشباب قد باءت بالفشل ومن ثم فإن المستقبل سيكون قاتما للشباب ما لم يحدث تغيير في استراتيجيات الوقاية، حيث أنه ومنذ عام 2021 فإن العدد في تزايد حيث وصل إلى 493 مليونا من الأطفال والمراهقين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

نظرا للتحول العالمي الهائل في وزن الأطفال والمراهقين لم يعد بالإمكان إلقاء اللوم على الناس بسبب اختياراتهم ، لكن يجب تكثيف الجهود من خلال معالجة التدخلات التنظيمية بما في ذلك فرض ضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر وحظر إعلانات الوجبات السريعة الموجهة للأطفال والشباب وتمويل الوجبات الصحية في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية. جاءت تلك التوصيات في دراسة جديدة أجراها باحثون في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال MCRI ونشرت مؤخرا في مجلة لانسيت The Lancet ، حيث كشفت النتائج أن ثلث الأطفال اي 385 مليونا سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة 360 مليونا في غضون 25 سنة المقبلة تتراوح أعمارهم بين 15-24 عاماً مع واحد من كل ستة يواجهون السمنة. ويشير البحث إلي هذا العبء الخاص بمخاطر السمنة لن يكلف النظام الصحي والاقتصاد مليارات الدولارات فحسب، بل إن تداعيات ومخاطر السمنة الأخري وتتمثل في خطر الإصابة بالسكر والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض تنفسية ومشاكل الخصوبة وتحديات الصحة العقلية، جميعا ستؤثر على الأطفال والمراهقين الآن وفي المستقبل، وقد تؤثر أيضا على الأحفاد من حيث إصابتهم بالسمنة وتغيير نمط الحياة لعقود قادمة. وبدون إصلاحات عاجلة للسياسات، سيكون التحول إلى السمنة سريعاً بشكل خاص في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وامريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي حيث يتزامن هذا الارتفاع مع إرتفاع اعداد السكان في ظل موارد محدودة.