هند منصور تكتب: الوعى هو طوق النجاة


هناك نظرة خطأ للمواطن عن مفهومه للثقافة، فمعظم المواطنين يُعرفون الثقافة على أنها "المعرفة"، أي أن تكون قارئًا نهمًا، إذًا فأنت "مثقف"، أو أن تمتلك ملكة التحدث بطلاقة، إذًا فأنت "مثقف"، تلك هي الأزمة الحقيقية، فعدم فهم معنى الثقافة نفسها، يؤدى إلى عدم وجودها من الأساس للتعامل مع الأزمات، فلا وعى ولا فهم نرتقى بهما لكى ننجو!
وهنا ،يجب أن نسأل أنفسنا: ما الذى يحول تلك المعرفة إلى ثقافة؟
الإجابة : هي.. الوعى.
نعم، الوعى هو ما يحول المعرفة من مجرد معرفة إلى فعل ، و من خلال الفعل تنشأ الثقافات فيتحول الإنسان من مجرد الوجود الطبيعي إلى الوعى بهذا الوجود وهى فقط من يمكنها مواجهة المحن والكوارث.
لم يكن فيروس "كوفيد 19" وحده المحنة التي نواجهها، فقد ظهر من خلاله الكثير، إذ انتشرت المعلومات عن هذا الفيروس من خلال الإعلام، نسمعها ونقرؤها على صفحات التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل معه، معلومات تلو المعلومات، هنا وجدت المعرفة، لكن رغم المعرفة، يحدث ما نراه من أفعال شاذة، مثل الزحام والشيشة وغيرهما من العشوائية، كل هذا يفسر (عدم وجود وعى)، فالشعب المصري لديه المعرفة، ولكن ينقصه الوعى.
تغييب الوعى لسنين طويلة، هو ما أدى إلى عدم وجود ثقافة، فأصبح المواطنون لا يملكون القدرة على الاستنتاج من التجارب، وكانت العشوائية التي نراها الآن ، أرى إن (العقل الجمعي) هو المسئول الأول.
إذا نظرنا إلى الثقافة الصحية، فإن المواطن لديه المعرفة بالفعل عن النظافة وغسل اليدين و.. و..، لكنه لا يمارس فعل النظافة لعدم وجود الوعى، فغابت عنه ثقافة الصحة.
وجميعنا نعرف أيضًا أضرار التدخين، فهذه معرفة، لكن متى يكون الأمر ثقافة؟ يحدث ذلك عند الامتناع عن التدخين، أى حدوث الفعل من خلال الوعى.
(الثقافة ) هي (الفعل) هي صرخة البشر في وجه مصيرهم ..
لو فهمنا الأشياء بشكل صحيح، بكل تأكيد سننجو.
فلا يوجد بلد يمكن أن تتطور حقآ مالم يتم تثقيف مواطنيها فكن انت النور الذى تهدى به غيرك بثقافتك ...