الأحد 13 أبريل 2025 08:38 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د.هالة فريوي تكتب : ” ذاكرة الألم في الدراما بين الانتهاكات الوحشية والإبادات الجماعية”

د.هالة فريوي
د.هالة فريوي

بحث تم قبوله من د.هالة فريوي للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي بدولة العراق تحت عنوان " ذاكرة الألم في العراق" يوم 16 و 17 افريل 2025 .
-تعلن اللجنة العلمية انه قد شارك حوالي 150 باحث من دول عديدة .
و الذي يتلخص حول ذاكرة الإنسان التي تختزن كل ماحصل في الماضي وما تناقلته الذاكرة الجماعية من أقوال وأفعال ومعاني وخاصة الوقائع التاريخية التي انبنت على القوة والبطش والصراع الدامي الذي لاينتهي...إلا بالحرب النكراء التي أتت على الأخضر واليابس وحولت الأرض يبابا والذوات إلى جثث هامدة واراها التراب. ومن هنا ظهر مايسمى بذاكرة الألم، وهي عبارة عن قوة وطاقة رهيبة في حفظ وتخزين واستحضار كل ماشاهدته الأعين زمن النكبة والانحطاط من انتهاكات وحشية وإبادات جماعية بالإضافة إلى وقع الحروب وآثارها على النفوس. لذلك يحتاج الإنسان بالعودة بذاكرته في الدراما حسب "ستانسلافسكي، "الذي يستند إلى " لو السحرية" لإحياء وتحريك الانفعالات الشعورية. فالذاكرة هي مجلد متناهي الصفحات دون فيها كل شيء بإتقان وشحنت بمجموعة من الرموز، تتصل بالذاكرة الحسية وبالكلمات والصور والأصوات والأحاسيس ولم يترك شاردة أو واردة إلا وقام بتخزينها وتسجيلها في الأعماق باستحضار عملية التخييل. ومن هنا لسائل أن يتساءل، ماهي أسباب ألم الذاكرة ودواعيها. وكيف الخلاص من براثن هذه المكبلات التي اجتاحت الإنسانية عامة وبأهل العراق خاصة.... وكيف يمكن أن نستبدل ذاكرة الألم، بذاكرة الأمل والعمل والفعل والرقي والوعي لتأصيل الذات وتطوير البلاد وإعادة السلام بكامل أنحاء العراق ولاسيما القبول بالتعايش السلمي رغم الاختلافات العرقية وغيرها. مع دحض كل أشكال القهر والعذابات والنكبات، ولعل ذاكرة الألم في حد ذاتها تظل أكبر شاهد على معاناة إنسان اليوم . فكيف السبيل إلى تجاوز كل أشكال العنف والوحشية، أليس بجمال الروح ورقيها الأخلاقي الذي يحمل في جوهره معنى الإنسان والوجود. فما عجز الإنسان عن فعله رسمته الدراما بخطوط تعبيرية متشابكة وعميقة كصرخة الدمار تحتفي بأطلال الحرب ومخلفاتها والموت الرهيب بصورة التملق والشعارات الزائفة. فكيف للفن أن يخفف من وطأة هذه الانتهاكات في حق الإنسان عبر الإبادات الجماعية التي طالت آلاف البشر ويهوي كيانا جاثما على الأرض لتسأل كل نفس، "بأي ذنب قتلت". .. فالذات التي نكل بها في الحروب باختلافاتها الداخلية منها والخارجية تنعي آخر أشلاء الإنسان، وتتكحل بالسواد لتلبس رداء الدماء الموشح بالرغبة في الحياة لأن ذاكرة الألم الحسية والانفعالية في الدراما هي ذاكرة منكوبة ومجروحة ومشوهة.... وربما إن صحت الكلمة ذاكرة ألم خائنة وسالبة للحقيقة في جوهرها.... فهي محاكاة لما وقع واستشراف لما سيقع ونقل لما يقع...لتظل الدراما خالدة تقر بكنه وجوهر سمو الفن المسرحي الذي يحمل بين طياته رسالة نبيلة وصورة للإنسان والعالم.